ويُعتبر الريال السعودي من أكثر العملات تداولًا في السوق المصرية، نظرًا للعلاقات الاقتصادية المتينة بين مصر والمملكة العربية السعودية، إلى جانب ارتباطه المباشر بمواسم الحج والعمرة، وكذلك التحويلات المالية للمصريين العاملين بالسعودية التي تمثل أحد أهم مصادر النقد الأجنبي في البلاد.
أهمية الريال السعودي في السوق المصري
لا يقتصر دور الريال السعودي على كونه عملة تستخدم في المعاملات اليومية فحسب، بل يمتد تأثيره إلى العديد من الجوانب الاقتصادية. إذ يُعد أحد الركائز الأساسية في حركة السيولة الأجنبية داخل البنوك.
حيث تعتمد ملايين الأسر المصرية على تحويلات ذويهم المقيمين في السعودية. كما ترتفع معدلات الطلب على الريال بشكل موسمي مع اقتراب موسم العمرة أو الحج، ما يؤدي أحيانًا إلى تحركات طفيفة في سعره تبعًا لمستويات العرض والطلب.
سعر الريال السعودي اليوم في البنك المركزي المصري
بحسب بيانات البنك المركزي المصري الصادرة صباح اليوم، سجل سعر الريال السعودي نحو 12.63 جنيهًا للشراء و12.67 جنيهًا للبيع، وهي نفس المعدلات تقريبًا التي شهدتها السوق خلال الأيام الماضية. ويعكس هذا الثبات استقرار أداء الجنيه المصري أمام العملات العربية، مدعومًا بسياسات نقدية متوازنة تحافظ على استقرار سعر الصرف.
سعر الريال السعودي في البنوك الحكومية
وفي البنوك الحكومية الكبرى مثل البنك الأهلي المصري وبنك مصر وبنك القاهرة، جاءت أسعار الريال متقاربة للغاية، ما يؤكد استمرار التنسيق بين المؤسسات المصرفية في تسعير العملات.
البنك الأهلي المصري: سجل 12.59 جنيهًا للشراء و12.67 جنيهًا للبيع.
بنك مصر: بلغ 12.59 جنيهًا للشراء و12.66 جنيهًا للبيع.
بنك القاهرة: وصل إلى 12.62 جنيهًا للشراء و12.69 جنيهًا للبيع.
ويشير هذا التباين البسيط بين البنوك إلى مرونة السوق المصرية وقدرتها على استيعاب أي تغيرات طفيفة دون أن تؤثر على استقرار الأسعار الإجمالية.
مقارنة أسعار الريال في البنوك الخاصة
على صعيد البنوك الخاصة، من المتوقع أن تطرح مؤسسات مثل البنك التجاري الدولي (CIB) ومصرف أبوظبي الإسلامي أسعارًا متقاربة مع البنوك الحكومية، في ظل الالتزام بسياسات البنك المركزي المصري التي تضمن استقرار سوق الصرف المحلي. وغالبًا ما تكون فروق الأسعار بين البنوك مجرد هوامش طفيفة تهدف إلى جذب العملاء أو تسهيل المعاملات الإلكترونية.
أسباب استقرار سعر الريال في مصر
يرى خبراء الاقتصاد أن استقرار سعر الريال السعودي يعود إلى عدة عوامل، أبرزها:
زيادة تحويلات المصريين العاملين بالخارج، وخاصة من السعودية.
ارتفاع الاحتياطي النقدي الأجنبي لدى البنك المركزي المصري.
تحسن النشاط السياحي والدخل من قناة السويس مما يعزز موارد الدولة من العملات الصعبة.
تراجع الطلب المؤقت على الريال عقب انتهاء موسم العمرة الأخير، وهو ما ساهم في استقرار الأسعار.
العلاقة بين سعر الريال والاقتصاد المصري
يؤكد محللون أن أي تحركات في سعر الريال السعودي تنعكس بشكل مباشر على الاقتصاد المصري، خاصة في قطاعات السياحة الدينية والتحويلات البنكية. فارتفاع الريال أمام الجنيه قد يزيد تكلفة الرحلات الدينية، بينما يعزز في الوقت نفسه من قيمة التحويلات الواردة من العاملين في الخارج، وهو ما ينعكس إيجابًا على دخل الأسر المصرية.
يتوقع خبراء الاقتصاد استمرار استقرار سعر الريال السعودي أمام الجنيه المصري خلال الفترة المقبلة، طالما بقيت مستويات العرض والطلب متوازنة، خاصة مع اقتراب موسم عمرة ربيع الآخر وبداية الاستعدادات لحج 2026. ومن المرجح أن تشهد الأسعار بعض التحركات الطفيفة مع زيادة الطلب الموسمي، لكنها ستظل ضمن نطاق آمن ومستقر بفضل الرقابة المصرفية المحكمة.
في المجمل، يمكن القول إن أسعار الريال السعودي اليوم الثلاثاء 28 أكتوبر 2025 تؤكد حالة الهدوء التي تشهدها سوق الصرف المصرية، حيث استقرت الأسعار في أغلب البنوك عند مستويات متقاربة، ما يعكس نجاح السياسة النقدية في تحقيق التوازن المالي والاستقرار الاقتصادي.
ويظل الريال السعودي أحد أهم العملات العربية المؤثرة في الاقتصاد المصري، لما يمثله من ارتباط مباشر بالحياة الدينية والاقتصادية للمواطنين، إلى جانب دوره البارز في دعم احتياطي النقد الأجنبي داخل البلاد.







