أرسلت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني خطابًا رسميًا عاجلًا إلى مديرياتها في مختلف المحافظات، تؤكد فيه أن معلمي الحصة يتمتعون بنفس المزايا التأمينية التي يحصل عليها المعلمون المعينون على درجات وظيفية دائمة.
وتأتي هذه الخطوة في إطار سعي الحكومة المصرية إلى ضمان حقوق العاملين المؤقتين، خاصة معلمي الحصة الذين يمثلون شريحة كبيرة تسد عجزًا ملحوظًا في المدارس، حيث يتم الاستعانة بهم بشكل مستمر لتلبية احتياجات العملية التعليمية.
هذه المزايا التأمينية المتعددة تعد بمثابة شبكة أمان اجتماعي لمعلمين كانوا في السابق يواجهون مخاوف حقيقية تتعلق بمستقبلهم المهني والمعيشي، خاصة مع غياب الضمانات الرسمية بشأن التأمينات والمعاشات ومكافآت نهاية الخدمة. والآن، أصبح من حقهم الاستفادة من كافة المزايا التي يتيحها قانون التأمينات الاجتماعية والمعاشات، تمامًا مثل زملائهم المعينين.
أولًا: التأمين الصحي
أبرز ما يحصل عليه معلمو الحصة هو الحق في التأمين الصحي، سواء كان التأمين العام أو الشامل، مما يمنحهم إمكانية العلاج والحصول على الرعاية الطبية التي تقدمها الهيئة العامة للتأمين الصحي.
ويشترط للاستفادة من هذه الخدمة أن يقوم المعلم بإجراء كشف طبي ابتدائي عند التعاقد، وبعدها يحصل على بطاقة التأمين الصحي الخاصة به، والتي تتيح له العلاج في المستشفيات والوحدات الصحية التابعة للهيئة. هذه الميزة وحدها تمثل نقلة نوعية لأنها تضمن للمعلم ولأسرته علاجًا مستمرًا وتخفف من أعباء التكاليف الطبية.
ثانيًا: تأمين إصابة العمل
يحصل معلمو الحصة أيضًا على تأمين ضد إصابة العمل، سواء حدثت الإصابة أثناء أداء مهام التدريس داخل المدرسة أو بسبب العمل بشكل عام. هذا التأمين يترجم عمليًا في صورة معاش أو تعويض مادي يُصرف للمعلم وفقًا لأحكام قانون التأمين الاجتماعي.
وتكمن أهميته في كونه يغطي الحوادث والإصابات غير المتوقعة التي قد يتعرض لها المعلم أثناء القيام بمهامه، وهو ما يضمن حماية مالية واستقرارًا له ولأسرته.
ثالثًا: تأمين العجز
من بين المزايا المؤثرة أيضًا، حق معلم الحصة في معاش العجز الكلي أو الجزئي إذا تعرض لمشكلة صحية تعوقه عن أداء عمله. ويشترط لذلك إجراء كشف طبي ابتدائي عند تحرير عقد العمل، ليثبت لياقته الصحية في البداية. وفي حالة تعرضه لأي عجز فيما بعد، فإنه يصبح مستحقًا للمعاش وفقًا للقانون، مما يحقق له ولأسرته ضمانًا ماليًا طويل الأمد.
رابعًا: مكافأة نهاية الخدمة
على غرار المعلمين المعينين، يستحق معلم الحصة مكافأة نهاية الخدمة المقررة بقانون التأمينات الاجتماعية. هذه المكافأة تمثل تقديرًا لما بذله المعلم من جهد خلال سنوات خدمته، كما تمنحه دفعة مالية تساعده على مواجهة متطلبات الحياة بعد التقاعد أو انتهاء خدمته.
خامسًا: تأمين الشيخوخة
من المزايا المهمة التي أعلنتها وزارة التربية والتعليم، حق معلمي الحصة في معاش الشيخوخة، بشرط أن تكون مدة اشتراكهم التأميني قد بلغت 15 عامًا أو أكثر.
أما إذا كانت المدة أقل من 15 عامًا، فيستحق المعلم تعويضًا ماليًا يُصرف دفعة واحدة، حسب مدة اشتراكه في التأمين. هذا البند يعد من أكثر البنود أهمية لأنه يطمئن المعلم بشأن مستقبله بعد التقاعد.
سادسًا: تأمين الوفاة
لم تهمل الحكومة الجانب الإنساني، حيث يحصل المستحقون عن معلم الحصة في حالة وفاته – لا قدر الله – على معاش للوفاة. وهذا الحق يضمن استقرار أسرته ماليًا بعد رحيله، مما يعكس البعد الاجتماعي لهذه القرارات.
خطوات الحصول على المزايا التأمينية
أكدت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني في خطابها أن أي معلم بالحصة يمكنه التوجه إلى إدارة الموارد البشرية بالإدارة التعليمية التابع لها، أو مكتب التأمينات الاجتماعية المختص بالمنطقة.
للاستعلام عن المستندات المطلوبة للحصول على هذه الحقوق. ويتمثل دور هذه الإدارات في تسهيل استخراج الأوراق وإنهاء الإجراءات حتى يتمكن المعلم من الاستفادة الكاملة من كافة المزايا.
أهمية هذه القرارات لمعلمي الحصة
تُعتبر هذه القرارات بمثابة بشرى سارة لآلاف المعلمين بالحصة الذين كانوا يشعرون بعدم المساواة مع زملائهم المثبتين على درجات وظيفية. فهي تحقق لهم الشعور بالاستقرار والأمان الوظيفي، وتعكس اهتمام الدولة بملف التعليم والارتقاء بالمعلم باعتباره الركيزة الأساسية في المنظومة التعليمية.
كما أن هذه المزايا ستشجع الكثيرين على الاستمرار في العمل بالحصة، مما يسهم في سد العجز بالمدارس وضمان استمرارية العملية التعليمية بشكل أفضل.
بهذا الشكل، يمكن القول إن الدولة المصرية خطت خطوة مهمة نحو تحقيق المساواة وضمان الحقوق لمعلمي الحصة، الذين لم يعودوا خارج مظلة التأمينات والمعاشات. ومن المتوقع أن تساهم هذه الإجراءات في رفع الروح المعنوية للمعلمين، وتدعم جودة التعليم بشكل عام.