التطورات العلمية الكبرى في 2024 اكتشافات هامة في علاج ألزهايمر . يشهد العالم في الآونة الأخيرة العديد من التقدمات العلمية الكبيرة في مجال البحث والعلاج الخاص بمرض ألزهايمر، وهو أحد أنواع الخرف الذي يعاني منه ملايين الأشخاص حول العالم.
حيث تُظهر الإحصاءات العالمية أن ما يقارب 55 مليون شخص يعانون من الخرف، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم مع مرور الوقت، مما يجعل البحث عن حلول وعلاجات لهذا المرض من أولويات العلماء.
مع استمرار وجود نقص في العلاجات الفعالة حتى الآن، يواصل العلماء العمل جاهدين لفهم أعمق لهذه الحالة الخطيرة، وفي هذا السياق أُجريت العديد من الاكتشافات في عام 2024 التي قد تمهد الطريق لعلاج المرض أو على الأقل تبطيء تقدم أعراضه.
من أبرز هذه الاكتشافات في عام 2024 تطوير جهاز ذكي لعلاج ألزهايمر، حيث قام العلماء في جامعة ساراتوف الوطنية الروسية، بالتعاون مع علماء جامعة هواتشونغ الصينية، بابتكار جهاز ذكي يعمل على تطهير الدماغ من السموم، باستخدام تقنية غير جراحية. حيث يمكن أن يقدم هذا الابتكار أملًا جديدًا للمرضى الذين يعانون من هذا المرض، ويتوقع أن تبدأ الاختبارات السريرية لهذا الجهاز في عام 2025.
كذلك شهد عام 2024 دخول دواء جديد إلى الأسواق، حيث وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في يوليو على دواء “دونانيماب” (Donanemab)، الذي تم تطويره من قبل شركة “إيلي ليلي”.
هذا الدواء يعتبر أول دواء يستهدف لويحات الأميلويد، وهي البروتينات التي تتراكم في دماغ مرضى ألزهايمر، مما يساهم في تدهور الذاكرة والوظائف المعرفية. ويمثل هذا الإنجاز خطوة كبيرة في سعي العلماء لإيجاد علاج فعّال لهذا المرض المزعج.
بالإضافة إلى ذلك، كشف العلماء في عام 2024 عن اختبار بسيط للدم أظهر قدرة عالية في تشخيص ألزهايمر بدقة بلغت 90%، ما يعد تحسنًا كبيرًا في سرعة ودقة التشخيص مقارنة بالطرق التقليدية مثل الفحوصات المعرفية وفحوصات التصوير المقطعي المحوسب. يعتبر هذا الاختبار خطوة هامة نحو تشخيص المرض في مراحله المبكرة، مما يسمح ببدء العلاج في وقت مبكر قبل تفاقم الحالة.
وفي تطور آخر، تم تطوير بخاخ أنفي واعد من قبل فريق من العلماء الإيطاليين، أظهر نتائج واعدة في إبطاء تدهور الدماغ في الفئران المعدلة التي تعاني من حالة مشابهة لمرض ألزهايمر. يعتمد هذا العلاج على تثبيط إنزيم S-acyltransferase (zDHHC) في الدماغ، وهو الإنزيم المسؤول عن تنظيم تراكم بروتينات بيتا أميلويد وتاو في الدماغ، وهي البروتينات المسؤولة عن تطور مرض ألزهايمر.
من جهة أخرى، أثبتت الدراسات الحديثة وجود علاقة بين تلوث الهواء الناجم عن دخان حرائق الغابات وزيادة خطر الإصابة بالخرف. الدراسة التي شملت أكثر من 1.2 مليون شخص في جنوب كاليفورنيا، كشفت أن تلوث الهواء الناتج عن حرائق الغابات قد يكون أكثر خطورة على الدماغ، بسبب ارتفاع درجة حرارة المواد الكيميائية السامة المحتوية على هذا التلوث، ما يعزز المخاطر الصحية المتعلقة بالأمراض العصبية مثل ألزهايمر.
وفي مجال الأدوية، حقق باحثون بريطانيون اختراقًا طبيًا كبيرًا في مجال علاج ألزهايمر، حيث تم تطوير دواء يسمى “RI-AG03“، يعمل على منع تراكم البروتينات السامة في الدماغ، مثل بروتينات تاو. وقد أظهرت الدراسات أن هذا الدواء كان فعالًا في منع تراكم هذه البروتينات في الخلايا العصبية، ما قد يساعد على تقليل الأضرار التي تلحق بالمخ وبالتالي تأخير تقدم مرض ألزهايمر.
وأخيرًا، في اكتشاف مثير آخر، كشفت دراسة بحثية عن أن نخر الأنف (أي استخراج مخاط الأنف بالإصبع) قد يكون من العوامل التي تساهم في زيادة خطر الإصابة بمرض ألزهايمر. يعتقد العلماء أن الجراثيم التي تنتقل من الأصابع إلى الأنف قد تصل إلى المخ وتسبب الالتهاب الذي قد يؤدي إلى تدمير خلايا الدماغ بمرور الوقت. يشير هذا الاكتشاف إلى أهمية المحافظة على نظافة الأنف والابتعاد عن هذه العادة الضارة.
إن هذه الاكتشافات والابتكارات العلمية التي تحققت في عام 2024 تمثل إشراقة أمل كبيرة لأولئك الذين يعانون من مرض ألزهايمر، وقد تسهم في إيجاد طرق أكثر فعالية لعلاج المرض في المستقبل القريب. ومع كل تقدم علمي جديد، يصبح الأمل أكبر في العثور على علاج ينقذ حياة الملايين من الأشخاص الذين يعانون من الخرف وألزهايمر، ويساعد في تحسين جودة حياتهم.