التساقط الكثيف للشعر قد يكون دليلاً على أمراض مزمنة . حذّرت الطبيبة الروسية ماريا كيزيمكو من أن تساقط الشعر بكثافة قد يكون إشارة على وجود أمراض مزمنة في الجسم، حيث يشير ذلك إلى ضرورة الانتباه إلى الصحة العامة وفحص الأسباب المحتملة.
وفي تصريحاتها، أوضحت الطبيبة أن فقدان ما بين 50 إلى 100 شعرة يومياً يُعتبر أمرًا طبيعيًا تمامًا من الناحية الفسيولوجية، ويحدث نتيجة لتجدد شعر فروة الرأس بشكل دوري. لكن إذا بدأ الشخص في ملاحظة تساقط كثيف لشعره بشكل غير معتاد، يجب عليه التوجه إلى الطبيب لتحديد السبب وراء هذه المشكلة.
تساقط الشعر والأمراض المزمنة
وأكدت الطبيبة كيزيمكو أن تساقط الشعر قد يكون مرتبطًا بعدد من الأمراض المزمنة التي تؤثر على الصحة العامة. على سبيل المثال، يُعتبر مرض السكري من أكثر الأمراض التي يمكن أن تؤدي إلى تساقط الشعر بشكل ملحوظ، وذلك بسبب التأثيرات السلبية للمرض على الدورة الدموية وصحة فروة الرأس.
بالإضافة إلى ذلك، قد يتسبب اضطراب الغدة الدرقية في تساقط الشعر، خاصةً إذا كان هناك نقص في إفرازات هرمونات الغدة. أما بالنسبة للنساء، فقد يرتبط تساقط الشعر في بعض الأحيان بمتلازمة تكيس المبايض، وهي حالة تؤثر على التوازن الهرموني في الجسم. كما يمكن أن تكون بعض الأمراض المناعية الذاتية مسؤولة عن فقدان الشعر بكثافة، حيث يقوم الجهاز المناعي بمهاجمة بصيلات الشعر.
أما في مرحلة المراهقة، فقد يُلاحظ تساقط الشعر بشكل أكبر نتيجة للتغيرات الهرمونية التي تحدث في هذه الفترة من الحياة. وبالرغم من أن هذه التغيرات تعتبر جزءًا طبيعيًا من مرحلة النمو، إلا أنها قد تؤدي إلى تساقط ملحوظ للشعر في بعض الحالات.
تأثير الأدوية على صحة الشعر
لا يقتصر تساقط الشعر على الأمراض فقط، بل قد يكون أيضًا نتيجة لتناول بعض الأدوية. وأوضحت الطبيبة كيزيمكو أن بعض الأدوية مثل مضادات الحيوية، أدوية منع الحمل، السيترويدات، وأدوية علاج السرطان قد تؤدي إلى تساقط الشعر بشكل ملحوظ.
فهذه الأدوية تؤثر على التوازن الكيميائي في الجسم، مما يساهم في ضعف بصيلات الشعر وتساقطها. من الجدير بالذكر أن تساقط الشعر الناتج عن تناول الأدوية قد يكون مؤقتًا، وقد يتوقف بمجرد التوقف عن استخدام الأدوية المسببة.
العوامل الوراثية وتأثيرها على تساقط الشعر
بالإضافة إلى العوامل المرضية والأدوية، أشارت الطبيبة إلى أن العوامل الوراثية تلعب دورًا كبيرًا في تساقط الشعر. فبعض الأشخاص قد يكون لديهم استعداد وراثي للإصابة بالصلع، خاصةً في حال وجود تاريخ عائلي من تساقط الشعر. هذا النوع من الصلع يمكن أن يظهر في مراحل عمرية مبكرة، ويُعتبر من العوامل الطبيعية التي تؤثر في كثافة الشعر.
نصائح للحفاظ على صحة الشعر
لحماية الشعر من التساقط والحفاظ على صحته، توصي الطبيبة كيزيمكو بتجنب استخدام المواد الكيميائية الضارة التي قد تضر بالشعر وفروة الرأس. على سبيل المثال، من الأفضل الابتعاد عن الصبغات الاصطناعية التي تحتوي على مواد كيميائية قد تسبب تدمير البصيلات وتقصف الشعر. كما توصي الطبيبة الفتيات بتجنب التسريحات التي تشد الشعر بقوة، مثل تسريحات ذيل الحصان المشدودة، حيث يمكن أن تؤدي هذه التسريحات إلى تكسير أطراف الشعر وتلفه.
تأثير نقص الفيتامينات على الشعر
من العوامل الأخرى التي قد تساهم في تساقط الشعر، هو نقص بعض الفيتامينات والمعادن الأساسية في الجسم. ينوه خبراء الصحة إلى أن نقص فيتامين D يمكن أن يكون سببًا رئيسيًا في تساقط الشعر، حيث يعمل هذا الفيتامين على دعم صحة بصيلات الشعر وتعزيز نموه.
كما أن نقص فيتامين A يمكن أن يؤثر على عملية تجدد خلايا فروة الرأس وبالتالي تساقط الشعر. فيتامين B12 يلعب دورًا في تحسين الدورة الدموية في فروة الرأس، وبالتالي نقصه قد يؤدي إلى ضعف الشعر وتساقطه. كما أن نقص فيتامين E وفيتامين C قد يؤدي إلى ضعف الشعر وزيادة احتمالية تساقطه، حيث يعمل كل منهما كمضاد للأكسدة ويحفز نمو الشعر.
في يعد تساقط الشعر من القضايا الصحية التي تستحق الاهتمام والمراجعة الطبية. يمكن أن يكون تساقط الشعر الطبيعي نتيجة لتجدد خلايا الشعر، لكن إذا بدأ التساقط بكثافة، فقد يكون ذلك مؤشرا على وجود مشكلات صحية كامنة في الجسم.
من المهم مراقبة هذه الحالة والانتباه إلى العوامل المحتملة مثل الأمراض المزمنة، تناول الأدوية، والعوامل الوراثية، بالإضافة إلى نقص الفيتامينات. باتباع النصائح الوقائية وتوجيهات الأطباء، يمكن تقليل تساقط الشعر والتمتع بشعر صحي وقوي.