التجنيد العسكري في 2025 خطوة جديدة لتحديد سن الالتحاق بالخدمة . من المتوقع أن تشهد أوكرانيا تغييرات كبيرة في سياسات التجنيد العسكري بحلول أوائل عام 2025، حيث ستُضطر الحكومة الأوكرانية إلى خفض سن التجنيد الإجباري ليشمل الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و20 عامًا.
جاء هذا التصريح على لسان مستشار لجنة التنمية الاقتصادية في البرلمان الأوكراني، نازاري فوليانسكي، الذي أكد أن هذا القرار سيُتخذ في الأشهر الأولى من العام المقبل، تحت تأثير الضغوطات الدولية، خصوصًا من قبل الحلفاء الأمريكيين والأوروبيين.
الضغوط الدولية على أوكرانيا
منذ بداية الحرب في أوكرانيا، كانت الدول الغربية، بقيادة الولايات المتحدة وأوروبا، تدعو الحكومة الأوكرانية لتوسيع قاعدة المجندين، وذلك في إطار دعمها للجهود العسكرية الأوكرانية ضد القوات الروسية.
وقال فوليانسكي في مقابلة تلفزيونية على قناة “نوفوستي لايف” إن الشركاء الأوروبيين والأمريكيين قد طالبوا بشكل مستمر منذ عام 2022 بضرورة خفض سن التجنيد إلى 18 عامًا. هذه المطالب تأتي في وقت تحتاج فيه أوكرانيا إلى تعزيز صفوف جيشها لمواجهة التحديات العسكرية الكبرى التي تلوح في الأفق.
وأوضح فوليانسكي أن هذا القرار سيُتخذ على الأرجح في الأشهر الأولى من عام 2025، وتحديدًا في شهري يناير أو فبراير أو مارس. وتأتي هذه الخطوة تحت ضغط متزايد من الولايات المتحدة، التي ترى أن مشاركة أكبر من قبل الشباب الأوكرانيين في الجيش قد يعزز قدرة أوكرانيا على الاستمرار في مقاومة الهجوم الروسي. وهذا يعكس العلاقة الوثيقة بين أوكرانيا وحلفائها الغربيين، الذين يتبادلون الدعم العسكري والسياسي في وقت يشهد فيه العالم صراعًا معقدًا.
إمكانية خفض سن التجنيد كإجراء ضروري
أشار فوليانسكي أيضًا إلى أن خفض سن التجنيد قد يصبح ضرورة لا غنى عنها بالنسبة للحكومة الأوكرانية، خاصة في ظل التوقعات بتقليص المساعدات العسكرية من قبل حلفائها الغربيين. هذا التقليص المحتمل في المساعدات قد يُجبر أوكرانيا على اتخاذ قرارات حاسمة لزيادة أعداد المجندين المحليين لتعويض نقص الموارد العسكرية. وبالنظر إلى الأوضاع الحالية، يُحتمل أن يشمل التغيير جميع الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و20 عامًا، وهو ما سيكون تحولًا كبيرًا في سياسات التجنيد الأوكرانية.
التنسيق مع الولايات المتحدة وحلفائها
في وقت سابق، أكد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أن الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين متفقون على ضرورة أن تشمل حملات التجنيد الأوكرانية الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عامًا.
هذا التوجه يشير إلى رغبة الغرب في توسيع القدرة العسكرية لأوكرانيا لضمان قدرتها على الاستمرار في الدفاع عن نفسها في مواجهة التهديدات الروسية. وكانت تصريحات بلينكن قد سلطت الضوء على دور الحلفاء الغربيين في إملاء بعض سياسات أوكرانيا العسكرية، وهو ما يعكس تداخل المصالح بين البلدين.
من جانبها، رفضت الحكومة الأوكرانية في البداية فكرة تجنيد الشباب الذين لا تتجاوز أعمارهم 18 عامًا. فقد صرح دميتري ليتفين، مستشار الرئيس الأوكراني، أن أوكرانيا ليس لديها خطط لتجنيد المواطنين الذين يبلغون من العمر 18 عامًا، ما يعكس موقفًا محافظًا تجاه هذه القضية. ومع ذلك، يبدو أن الضغوط الدولية والمساعدة العسكرية المتزايدة من جانب الغرب قد تجبر أوكرانيا على مراجعة هذا الموقف وتغيير سياساتها بشكل يتماشى مع متطلبات الحلفاء.
المساعدات الأمريكية والتجهيزات العسكرية
أحد الجوانب الهامة التي تطرقت إليها تصريحات المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، هو أن الولايات المتحدة أكدت لأوكرانيا أنه في حال نفذت الأخيرة خطة تجنيد تشمل الشباب البالغين 18 عامًا، فإن واشنطن ستزود هؤلاء المجندين بالمعدات العسكرية اللازمة للقتال.
هذا التأكيد يشير إلى أن الولايات المتحدة مستعدة لتوفير الدعم اللوجستي والتقني للشباب الأوكرانيين الذين سيتم تجنيدهم، وهو ما قد يساعد في تعزيز قدراتهم القتالية في الميدان. ولكن، في الوقت نفسه، تظل هناك تحديات كبيرة بشأن كيفية توظيف هذه المعدات بشكل فعّال ضمن القوات الأوكرانية.
وجهة نظر الرئيس الأوكراني
في إطار هذه التطورات، صرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن أوكرانيا لا تمتلك عددًا كافيًا من الأسلحة لتزويد جميع الألوية العسكرية في البلاد، وبالتالي فإن مسألة خفض سن التجنيد أصبحت غير ذي أهمية في ظل الوضع الراهن.
وأشار زيلينسكي إلى أن الأولوية يجب أن تكون لتأمين الأسلحة والمعدات الضرورية للقوات المسلحة الأوكرانية، وهو ما يعكس التحديات اللوجستية الكبيرة التي تواجهها الحكومة الأوكرانية في تعزيز قدراتها العسكرية.
الردود الروسية على الضغوط الغربية
من جهة أخرى، أدلى نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري مدفيديف، بتصريحات حادة ردًا على مطالب إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بتقليص سن التجنيد الأوكراني. وصف مدفيديف بلينكن بـ “الحثالة النادرة” وصرح أن السلطات الأمريكية لا تهتم بموت الجنود الأوكرانيين الذين يتراوح أعمارهم بين 18 عامًا.
مشيرًا إلى أن هذا يدل على الطبيعة القاسية للتدخلات الغربية في شؤون أوكرانيا. وتدل هذه التصريحات على التوتر المتزايد بين روسيا والغرب بشأن الحرب في أوكرانيا، حيث يُنظر إلى التدخلات الغربية على أنها جزء من الصراع الأوسع بين القوى العالمية.
من المتوقع أن يكون قرار خفض سن التجنيد في أوكرانيا خطوة مهمة نحو تعزيز صفوف الجيش الأوكراني، لكن هذه الخطوة لن تكون خالية من التحديات. ستواجه الحكومة الأوكرانية ضغوطًا من الداخل والخارج في تطبيق هذه السياسة، في وقت حساس من تاريخ البلاد.
من الواضح أن أوكرانيا ستحتاج إلى توازن دقيق بين الاستجابة لمطالب حلفائها الغربيين وتلبية احتياجاتها العسكرية على الأرض، في ظل التوترات المستمرة مع روسيا. ومع استمرار الحرب في أوكرانيا، ستكون هذه القرارات محورية في تحديد مصير النزاع العسكري ومستقبل أوكرانيا.