12
البنك الزراعي والسويدي الوطنية يتعاونان لتمويل تكنولوجيا الري الحديث . وقَّع البنك الزراعي المصري بروتوكول تعاون مع شركة السويدي الوطنية للصناعات والمشروعات الهندسية، وذلك برعاية وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، بهدف تحفيز الاستثمار في القطاع الزراعي، وتعزيز استخدام أنظمة الري الحديثة، فضلاً عن تعزيز دور القطاع الخاص في دعم الصناعات الوطنية التي تسهم في تطوير هذا القطاع.
البروتوكول يُعد خطوة هامة في تشجيع الابتكار والتكنولوجيا في الزراعة، حيث يسهم في زيادة الإنتاجية الزراعية وتقليل الفاقد في الموارد المائية، وهو ما يعد ضرورة في ظل التحديات البيئية الحالية.
ويتناول البروتوكول توفير التمويل اللازم للمزارعين والشركات الزراعية لاستيراد وتوفير أنظمة الري الحديثة المنتجة من قبل شركة السويدي الوطنية، التي تعد أول شركة مصرية تقوم بتصنيع أجهزة الري المحوري الذكي “دلتا بيفوت”. هذا الجهاز يتمتع بكفاءة عالية في توزيع المياه ويوفر الحلول المثلى للري في الأراضي الزراعية، ويعد خياراً فاعلاً لتحسين استهلاك المياه في ظل الوضع المائي الذي يواجهه القطاع الزراعي في مصر.
وقد وقع البروتوكول كل من صالح الشامي، الرئيس التنفيذي للإئتمان بالبنك الزراعي المصري، والمهندس أحمد عودة، رئيس مجلس إدارة شركة السويدي إلكتريك لمشروعات البنية التحتية، بحضور هاني حجازي، رئيس الهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية، بالإضافة إلى عدد من مسؤولي البنك والشركة ووزارة الزراعة.
وتوجَّه سامي عبد الصادق، القائم بأعمال رئيس مجلس إدارة البنك الزراعي المصري، بالشكر إلى وزارة الزراعة على دعمها الكبير لهذا البروتوكول، مشيراً إلى أن البنك يسعى من خلال هذه المبادرة إلى دعم توطين الصناعة المصرية والحد من الاستيراد، وهو جزء من خطة الدولة لتخفيض فاتورة الواردات وتحقيق الأهداف التنموية والاقتصادية.
وأوضح عبد الصادق أن هذا البروتوكول يساهم في تحفيز الاستثمار في القطاع الزراعي، مشيراً إلى أن استخدام أنظمة الري الحديثة سيسهم في توفير ما يقرب من 50% من المياه المستخدمة في الري، وهو ما يعتبر حلاً مهماً لمواجهة تحديات ندرة المياه. كما أضاف أن الأنظمة الحديثة ستسهم في تحسين إنتاجية الفدان بنسبة تتراوح بين 30% و40%، وبالتالي زيادة العوائد المالية للمزارعين وتحسين جودة المحاصيل.
من جانبه، أشار المهندس أحمد عودة إلى أن توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي بتوطين صناعة أجهزة الري المحوري كانت دافعاً أساسياً لإنشاء مصنع لإنتاج أجهزة “البيفوت” بمكون محلي بنسبة 70%.
وأكد عودة أن الشركة نجحت خلال العامين الماضيين في توفير أكثر من 2000 جهاز ري محوري للمشروعات الزراعية في مناطق شرق العوينات والمشروعات التنموية الجديدة، ما ساهم في توفير ما يزيد عن 150 مليون دولار كانت تنفق على استيراد هذه الأجهزة. كما أشار إلى أن استخدام هذه الأنظمة الحديثة ساعد في تقليل استهلاك المياه بنسبة 60% في المشروعات الزراعية.
وفي هذا السياق، أكد هاني حجازي، رئيس الهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية، أهمية التوسع في استخدام أساليب الري الحديث ضمن خطة وزارة الزراعة لاستصلاح الأراضي وتحقيق التنمية الزراعية المستدامة. وأوضح حجازي أن الري الحديث لا يساهم فقط في توفير المياه، بل يساعد في تقليل تكاليف التشغيل وتقليل استهلاك المحروقات، فضلاً عن تحسين كفاءة استخدام الأسمدة والمبيدات. كما أضاف أن الري الحديث يساعد في تحسين الإنتاجية الزراعية، مما يزيد من الربحية ويحقق تحسناً في دخل المزارعين.
وأشار حجازي إلى أن هذا البروتوكول يعد خطوة هامة نحو تحقيق استراتيجية التنمية الزراعية في مصر، حيث يعزز التعاون بين البنك الزراعي المصري، الذي يعد أكبر المؤسسات المصرفية التنموية المتخصصة في التمويل الزراعي، وبين شركة السويدي الوطنية، التي تمتلك أحدث تكنولوجيا تصنيع وتركيب أنظمة الري.
وتابع أن وزارة الزراعة، من خلال هيئة التعمير والتنمية الزراعية، ستقوم بتوفير الأراضي للشركات والمستثمرين الملتزمين بالاستثمار في هذه المجالات، وستوفر لهم الدعم الفني والخبرة اللازمة لتنفيذ مشروعات الاستصلاح الزراعي.
وبختام البروتوكول، أصبح واضحاً أن هذه المبادرة تشكل نقلة نوعية في دعم القطاع الزراعي في مصر، وتساهم بشكل مباشر في تحقيق الأهداف الوطنية المتعلقة بالتنمية المستدامة، خصوصاً فيما يتعلق بالتحول إلى أنظمة ري حديثة تضمن الحفاظ على الموارد المائية وتزيد من الإنتاجية الزراعية.