البابا تواضروس: إشادة بثلاث شخصيات مصرية في خطاب حديث . البابا تواضروس يشيد بثلاث شخصيات مصرية في تصريحات جديدة وفي تصريحات إذاعية مهمة، تناول قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، العديد من القضايا الكنسية والوطنية والشخصية التي تهم المجتمع المصري.
وذلك خلال مداخلته مع الإذاعي كمال ماضي عبر برنامج “اليومين دول” على “نغم FM”، بمناسبة العيد الثاني عشر لتجليسه على كرسي القديس مار مرقس الرسول. وكشفت هذه المداخلة عن العديد من الآراء والأفكار التي تلامس واقع الأمة المصرية.
لحظة التنصيب.. اختبار حقيقي في وقت عصيب
تحدث البابا تواضروس عن لحظة تنصيبه، مؤكدًا أنها كانت لحظة اختبار حقيقي، حيث جاء قرار التنصيب في وقت عصيب كان يمر به الوطن، وهو ما جعل مسؤوليته أكبر وأثقل. إلا أن البابا تواضروس أشار إلى أنه كان يعلم أن المهمة كبيرة وأنه لا بد أن يتوجه بكل جهده نحو خدمة الكنيسة والشعب، رغم الظروف التي كانت تحيط بالبلاد في تلك الفترة.
وأوضح قداسته أن الوطن يظل دائمًا هو القيمة الأولى في حياة الإنسان، مشددًا على أن الحفاظ على الاستقرار والسلام في مصر لا يقدر بثمن، مهما كانت الصعوبات التي قد تمر بها الأمة. وأضاف أن العناية بوحدة الوطن وتماسك شعبه كانت وستظل أولوية في كل مرحلة من مراحل حياته.
التعاون الوطني والحفاظ على المقدسات
وخلال حديثه عن القضايا الوطنية، أكد البابا تواضروس على ضرورة الحفاظ على المقدسات الدينية في كل مكان، خاصة في فلسطين، حيث أشار إلى أن المساس بالمقدسات سواء كانت مسيحية أو إسلامية هو أمر غير مقبول، مؤكدًا أنها ملك للجميع، سواء المسيحيين أو المسلمين. وهذه رسالة توحد المجتمع حول القيم الإنسانية والدينية المشتركة.
كما تطرق البابا إلى دور الرئيس عبد الفتاح السيسي في تعزيز منظومة الحقوق والحريات في مصر، مشيدًا بإقرار قانون بناء الكنائس، والذي يُعد خطوة هامة في إطار تعزيز التسامح الديني في البلاد.
وأوضح قداسته أن هذا القانون يمثل خطوة كبيرة نحو تحقيق العدالة والمساواة بين جميع المواطنين، حيث يتيح للمسيحيين بناء كنائسهم بحرية، وهو ما يُسهم في خلق مناخ من السلام الاجتماعي والتعاون بين أفراد المجتمع المصري على اختلاف دياناتهم.
إشادة بثلاث شخصيات مصرية متميزة
من أبرز الأجزاء في مداخلته، كان إشادة البابا تواضروس بثلاث شخصيات مصرية بارزة، الذين يعتز بهم الشعب المصري بفضل إنجازاتهم وإسهاماتهم في مختلف المجالات. وأشار البابا تواضروس إلى نيافة الأنبا باخوميوس، الذي يُعتبر من الشخصيات الكنسية البارزة في تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مشيدًا بمساهمته في بناء الكنيسة وفي دعم قضايا الشعب المصري. كما تحدث البابا عن الدكتور مجدي يعقوب، الطبيب المصري العالمي المتخصص في جراحة القلب، الذي قدّم الكثير من علمه وخبراته للإنسانية، مشيرًا
إلى أنه يمثل فخرًا لمصر وللعالم بأسره.
أما بالنسبة للاعب كرة القدم المصري محمد صلاح، فقد أشاد البابا تواضروس بالإنجازات الكبيرة التي حققها في مسيرته الرياضية، مشيرًا إلى أنه مثال للشاب المصري الناجح الذي يرفع اسم مصر في المحافل الدولية. وأضاف البابا أنه لا يمكن إغفال الدور الإيجابي الذي يلعبه محمد صلاح في تمثيل مصر على الساحة العالمية.
رؤية البابا تواضروس للمستقبل
وفي ختام حديثه، أكد البابا تواضروس على أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تسعى دائمًا لتحقيق التقدم والنمو في كافة المجالات، سواء الكنسية أو الاجتماعية أو الثقافية. وأوضح قداسته أن المرحلة القادمة تحتاج إلى جهد مشترك من جميع فئات المجتمع المصري لبناء مستقبل أفضل، مشددًا على أهمية الوحدة الوطنية والعمل الجاد من أجل رفعة الوطن.
واختتم البابا تواضروس تصريحاته بالدعوة إلى المزيد من التعاون بين جميع فئات الشعب المصري، مؤكدًا أن مصر لن تظل قوية إلا إذا كان الجميع يساهم في البناء والتقدم، بغض النظر عن الدين أو المعتقد. وأضاف أن الدين يجب أن يكون مصدرًا للسلام والتسامح، وأنه يجب على الجميع أن يتحدوا من أجل مصلحة وطنهم.
في النهاية، كانت مداخلة البابا تواضروس بمثابة دعوة للتأمل في أهمية وحدة الوطن، والاعتراف بجهود الشخصيات المصرية التي تساهم بشكل إيجابي في تقدم المجتمع المصري، سواء في المجال الديني أو الطبي أو الرياضي.