وخصصت المبادرة مبلغ مليار دولار لدعم مشاريع الذكاء الاصطناعي في الدول الإفريقية، في خطوة تعكس التزام الإمارات بدفع عجلة الابتكار والتنمية المستدامة على مستوى القارة.
الإعلان الرسمي وأهداف المبادرة
خلال القمة، صرح الشيخ خالد بن محمد بن زايد قائلاً:
“يسرني الإعلان عن مبادرة الإمارات للذكاء الاصطناعي من أجل التنمية، التي تخصص مليار دولار لدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في إفريقيا، عبر تطوير البنية التحتية الرقمية وتعزيز الخدمات الحكومية لتحسين جودة الحياة.”
وأكد ولي عهد أبوظبي على التزام الإمارات بالتعاون الاقتصادي العالمي والعمل مع شركاء دوليين لترسيخ التنمية المستدامة، مع تقدير جهود جنوب إفريقيا في استضافة القمة وتعزيز التعددية ودعم القضايا التنموية.
وفي تعليق له، أوضح وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، سعيد بن مبارك الهاجري، أن المبادرة تهدف إلى تسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة أولويات التنمية الوطنية في إفريقيا، مؤكدًا أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد صناعة مستقبلية، بل أصبح ركيزة أساسية لمستقبل البشرية.
المجالات المستهدفة للمبادرة
تركز المبادرة على عدة مجالات حيوية من شأنها إحداث تأثير تنموي ملموس على الشعوب الإفريقية، وتشمل:
التعليم: تعزيز البنية التحتية الرقمية للمدارس، وتطوير برامج تعليمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحسين جودة التعليم وتمكين الطلاب.
الصحة: استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين خدمات الرعاية الصحية، والتشخيص المبكر للأمراض، وإدارة المستشفيات بشكل أكثر فعالية.
التكيّف المناخي: تطوير حلول ذكية لرصد التغيرات المناخية والتخطيط للحد من تأثيرات التغير المناخي على المجتمعات الإفريقية.
كما تهدف المبادرة إلى بناء شراكات تنموية مستدامة تساهم في رفع مستوى المعيشة وتعزيز الابتكار المسؤول والشامل في جميع الدول المستفيدة.
تعزيز الدور الاقتصادي للإمارات في إفريقيا
تُعد الإمارات من أبرز المستثمرين في القارة الإفريقية، حيث بلغ حجم التجارة الثنائية بين الإمارات والدول الإفريقية نحو 107 مليارات دولار عام 2024، بزيادة 28% مقارنة بالعام السابق. كما تجاوزت الاستثمارات الإماراتية المباشرة في القارة بين 2020 و2024 نحو 118 مليار دولار.
توضح هذه الأرقام أن المبادرة ليست خطوة منفصلة، بل جزء من استراتيجية إماراتية شاملة لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتقنية مع الاقتصادات الإفريقية الصاعدة، ودعم المشاريع المستدامة التي تساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
أبوظبي على خريطة الذكاء الاصطناعي العالمية
على الصعيد المحلي، تعمل الإمارات على إنشاء أحد أكبر مراكز البيانات في العالم بالتعاون مع شركات تكنولوجيا أمريكية، بهدف تعزيز مكانة أبوظبي في قطاع الذكاء الاصطناعي على الصعيد العالمي.
وتتزامن هذه التحركات مع الدور المتنامي للإمارات على الساحة الدولية، حيث تعكس مشاركتها في قمة العشرين في إفريقيا ثقلها السياسي والاقتصادي، خاصة في مجالات الابتكار والتقنيات الحديثة والطاقة. وتؤكد المبادرة مرة أخرى على التزام الدولة بتسخير التكنولوجيا الحديثة لخدمة أهداف التنمية المستدامة على المستوى الإقليمي والدولي.
توقعات وتأثير المبادرة على القارة الإفريقية
من المتوقع أن تسهم المبادرة الإماراتية في تعزيز البنية التحتية الرقمية في الدول الإفريقية، وفتح فرص جديدة للابتكار وريادة الأعمال، وتحسين جودة الخدمات العامة. كما ستوفر المبادرة فرص تدريب وتأهيل للكفاءات المحلية، لتعزيز القدرات البشرية على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل فعال ومسؤول.
وتعكس هذه الخطوة رؤية الإمارات لتعزيز الشراكة مع إفريقيا وتطوير حلول رقمية متقدمة تسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مع التركيز على التعليم والصحة والمناخ كأولوية قصوى في المشاريع المستهدفة.






