الإعلامية جيلان حمزة تودعنا ولحظات مؤثرة في حياة واحدة من رموز الإعلام .رحلَت الإعلامية الكبيرة جيلان حمزة، أحد أبرز الوجوه الإعلامية في مصر والعالم العربي، تاركةً وراءها إرثًا من الأعمال الإعلامية التي خلدت اسمها في التاريخ.
وفاة جيلان حمزة، التي أعلنت عنها مصادر إعلامية في الأيام الماضية، كانت بمثابة صدمة لجمهورها ومحبيها، الذين اعتادوا على متابعة برامجها الهادفة والمميزة طوال عقود. رحيلها ترك فراغًا في المشهد الإعلامي المصري والعربي، حيث كانت رمزًا للعمل الجاد والمخلص في عالم الإعلام.
جيلان حمزة هي واحدة من الإعلاميات الرائدات في التلفزيون المصري، حيث كانت لها بصمة خاصة وحضور مميز على الشاشة لسنوات طويلة. برزت جيلان عبر برنامجها الشهير “كانت أيام”.
الذي يعد من أشهر البرامج التي تتناول ذكريات الماضي. وارتبط اسمه بشهر رمضان، حيث استمر عرضه على مدار عشرين عامًا، ما جعلها تحظى بشعبية كبيرة لدى الأجيال التي تابعت البرنامج وتعلقت بأسلوبها المميز.
بداية مسيرتها الإعلامية
بدأت جيلان حمزة مسيرتها الإعلامية في التلفزيون المصري، إذ انضمت إلى فريق المذيعين وقدمت مجموعة متنوعة من البرامج التي ركزت على الثقافة والتراث والمجتمع. كانت تتمتع بحس ثقافي عالٍ واهتمام بتاريخ مصر وتراثها، ما أضفى على أسلوبها الإعلامي طابعًا فريدًا تميزت بإلمامها الواسع بالتاريخ وقدرتها على تقديم المعلومات بطريقة سلسة وجذابة للجمهور.
برنامج “كانت أيام” وأثره
حقق برنامج “كانت أيام” نجاحًا استثنائيًا، وأصبح جزءًا من ذاكرة العديد من المشاهدين، خاصة خلال شهر رمضان. كان البرنامج يستعرض ذكريات ومواضيع متنوعة من تاريخ مصر، مثل الفن والأدب والرياضة والحياة الاجتماعية في العصور السابقة.
وما أعاد للمشاهدين ذكريات جميلة وجعلهم يتعرفون على تفاصيل من تاريخ بلادهم بشكل مشوق ومؤثر. وقدمت جيلان البرنامج بأسلوب يمزج بين الحنين إلى الماضي والاهتمام بنقل هذا التراث إلى الأجيال الجديدة، لتربط بين الحاضر والماضي بأسلوبها الهادئ والرقيق.
تميزت جيلان حمزة في البرنامج بقدرتها على التواصل مع ضيوفها بطريقة محترمة وودية، ما جعلهم يتفاعلون معها ويشاركونها ذكرياتهم بصراحة وانفتاح. كانت لديها قدرة على التحدث مع شخصيات من مختلف المجالات، سواء كانوا فنانين أو رياضيين أو شخصيات عامة، وهذا التنوع أضفى عمقاً على برنامجها وجعله يحتفظ بجاذبيته عبر السنوات.
كانت جيلان حمزة تمتاز بشخصية هادئة وراقية، وابتعدت عن الصخب الإعلامي الذي أصبح يميز بعض البرامج الحديثة. كانت تحرص على تقديم محتوى ذو قيمة، ما جعلها محبوبة وموضع احترام من قبل الجمهور والزملاء على حد سواء.
لم تعتمد على الأسلوب الدرامي أو الإثارة، بل كانت تركز على المعلومات والحقائق، وقدمتها بروح محبة للثقافة والتاريخ، ما جعل المشاهدين يشعرون بأنهم يستمعون لصديقة أو أخت كبرى تتحدث إليهم عن ماضيهم وأيامهم الجميلة.
إرثها الإعلامي وأثر رحيلها
برحيل جيلان حمزة، فقد الإعلام المصري صوتًا مهمًا ورائدًا في مجال الإعلام الثقافي والتاريخي. تركت إرثًا من الأعمال التي ستظل محفورة في ذاكرة المصريين. يعتبر برنامجها “كانت أيام” بمثابة شهادة على عصر كامل من التميز في الإعلام المصري، خاصة فيما يتعلق بالمحتوى الراقي والملتزم.
منذ ظهورها على الشاشة، استطاعت جيلان حمزة أن تكسب قلوب العديد من المشاهدين بفضل شخصيتها القوية والمميزة. كانت ذات حضور طاغٍ، وأسلوب تقديم فريد يجعلها قادرة على جذب الانتباه وإبقاء المشاهدين في حالة ترقب مستمر لبرامجها. تمكّنت من بناء قاعدة جماهيرية واسعة، وهو ما يجعل وفاتها خسارة فادحة للإعلام العربي.
لقد كانت جيلان جزءًا من جيل الإعلاميين الذين حملوا رسالة الإعلام بنزاهة واحترام، وحرصوا على تقديم محتوى يضيف قيمة للمشاهد، بعيدًا عن السطحية والإثارة. سيتذكرها الجميع كشخصية تجمع بين الثقافة والأخلاق المهنية، وستظل أعمالها خالدة في ذاكرة الإعلام المصري.
كان لها تأثير كبير على الأجيال الشابة من الإعلاميين، حيث شكلت قدوة للكثير منهم في كيفية ممارسة العمل الإعلامي باحترافية ومسؤولية. كانت جيلان حمزة لا تتوانى عن دعم الشباب والمواهب الجديدة في المجال الإعلامي، وتشجيعهم على تقديم أعمال متميزة تواكب تطورات العصر.
إن رحيل جيلان حمزة يُعد خسارة كبيرة، ولكن إرثها الإعلامي سيظل حيويًا. لا شك أن حياتها المهنية والشخصية ستكون دائمًا مصدر إلهام لكل من عمل في مجال الإعلام، بل وللعديد من الأفراد الذين أُعجبوا بتفانيها وإخلاصها في عملها. ستظل برامجها ومقابلاتها من أهم الأعمال التي تُمثل نقلة في الإعلام العربي، وتظل بصماتها واضحة في عالم الإعلام.
إيمانًا بمقولة أن “الإنسان لا يموت طالما كانت أعماله حية في القلوب”، ستظل جيلان حمزة حية في قلوب جمهورها ومحبيها. رحيلها لا يعني نهاية تأثيرها، بل هو بداية مرحلة جديدة في تكريمها والاحتفاء بمسيرتها الإعلامية. سيبقى اسمها راسخًا في تاريخ الإعلام العربي، وستظل أعمالها مرجعية في مجال العمل الإعلامي، مما يضمن لها الخلود في الذاكرة.