الإسراء والمعراج معجزة تظهر خضوع النبى محمد لقدرة الله . أكد الداعية الإسلامي الشيخ رمضان عبدالرازق، في حديثه عن معجزة الإسراء والمعراج، أن الله سبحانه وتعالى هو الذي أسرى بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، مستشهدًا بقوله تعالى: “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى”، مشيرًا إلى أن هذه الآية القرآنية تؤكد بوضوح أن الله عز وجل هو القادر على تجاوز حدود الزمن والمكان.
وفي هذا السياق، أضاف الشيخ عبدالرازق خلال ظهوره في برنامج “واحد من الناس” الذي يُبث عبر فضائية “الحياة”، أن فكرة الزمن تتناسب عكسيًا مع القدرة والقوة. بمعنى أنه كلما كانت القدرة أكبر، كلما أصبح الزمن أقل أهمية في إنجاز أي أمر. وقال: “إذا نظرنا إلى وسائل النقل التي اخترعها الإنسان، مثل السيارات والطائرات، فإنها تقطع آلاف الأميال في لحظات، بالرغم من أن الإنسان بطبيعته يواجه قيود الزمن والمكان. فما بالنا بقدرة الله عز وجل، الذي لا يخضع للزمن؟”.
وأوضح الشيخ رمضان أن الزمن في النهاية هو من مخلوقات الله، وهو ليس إلا أداة خلقها الله سبحانه وتعالى، ويملك الله القدرة المطلقة على أن يدخل من يشاء في الزمن أو يخرجه منه. وفي معجزة الإسراء والمعراج، خضع النبي محمد صلى الله عليه وسلم تمامًا لقدرة الله، التي كانت قادرة على إخراجه من قيود الزمن والمكان. وأضاف أن الإسراء والمعراج كانت دليلاً على أن قدرة الله تتجاوز ما يمكن تصوره، وهو ما يدل على عظمة الله سبحانه وتعالى في تسيير شؤون خلقه.
تُعد معجزة الإسراء والمعراج من أعظم المعجزات التي حدثت للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث أسري به من مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في فلسطين، ثم عُرج به إلى السماوات العلى ليشاهد بعض عجائب الخلق ويقابل الأنبياء والرسل. وهذه المعجزة تؤكد أن الله قادر على فعل كل شيء، وأنه لا يحده مكان أو زمان.
وقد أكد الشيخ عبدالرازق أيضًا أن الله سبحانه وتعالى عندما يختار أن يحقق معجزة، فإنه لا يعتمد على المقاييس البشرية أو الزمنية. فمعجزة الإسراء والمعراج لم تكن مجرد رحلة جسدية، بل كانت رحلة روحية أيضًا، في إشارة إلى قدرة الله على تنفيذ مشيئته في لحظة واحدة، دون أن تكون هناك قيود على ما هو ممكن أو مستحيل من منظورنا البشري.
كما أشار الشيخ إلى أن ما حدث في معجزة الإسراء والمعراج يعتبر أيضًا درسًا مهمًا في الإيمان واليقين. فالإيمان بأن الله قادر على فعل كل شيء يعزز الثقة والطمأنينة في قلوب المسلمين. وأضاف أن معجزة الإسراء والمعراج كانت رسالة من الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم، ولأمة المسلمين بأسرها، تدل على أن إيمانهم بالله وقدرته هو الطريق لتحقيق النصر والكرامة.
وفي ذات السياق، أكد الشيخ رمضان عبدالرازق أن الإسراء والمعراج كانت أيضًا اختبارًا عظيمًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، إذ واجهت قريش هذه المعجزة بعقلية مادية، حيث اعتبرت ما حدث محض خيال أو أسطورة. ولكن مع ذلك، ظل النبي محمد صلى الله عليه وسلم ثابتًا في إيمانه وأصر على تبليغ رسالة الله لأمته، مؤمنًا بأن الله لا يخضع للمنطق البشري ولا للطبيعة الزمنية.
في الختام، أكد الشيخ رمضان عبدالرازق أن معجزة الإسراء والمعراج تظل واحدة من أكبر الدلائل على قدرة الله سبحانه وتعالى، وهي ذكرى عظيمة في حياة المسلمين، تذكرهم بقدرة الله التي لا تحدها حدود، وبأن إيمانهم بالله هو السبيل للنجاح في الدنيا والآخرة.