قد يبدو غسل اليدين المتكرر، أو التحقق المستمر من إغلاق الباب، تصرفات عادية لدى البعض. لكن عندما تتحول هذه الأفعال إلى طقوس قهرية لا يمكن للمصاب مقاومتها، وتُصاحبها أفكار مزعجة لا تتوقف، نكون أمام ما يُعرف بـ اضطراب الوسواس القهري (Obsessive Compulsive Disorder – OCD).
هذا الاضطراب النفسي لا يقتصر على “حب الترتيب” أو “الاهتمام بالتفاصيل”، بل هو حالة معقدة تتطلب فهمًا عميقًا، وتشخيصًا دقيقًا، وعلاجًا نفسيًا متخصصًا. ومن حسن الحظ أن أحد أنجح أساليب العلاج هو العلاج السلوكي المعرفي عبر الإنترنت، والذي يفتح آفاق الأمل لآلاف المرضى يوميًا.
ما هو اضطراب الوسواس القهري؟
اضطراب الوسواس القهري هو حالة نفسية تتّسم بوجود:
- وساوس: أفكار متكررة، مزعجة، ولا يمكن السيطرة عليها، مثل الخوف من التلوث، أو الشك في الأفعال.
- أفعال قهرية: سلوكيات متكررة (مثل الغسل، العد، التحقق)، يشعر المصاب بالحاجة لأدائها لتخفيف القلق الناتج عن الوساوس.
ورغم أن المريض غالبًا ما يدرك أن هذه الأفكار أو التصرفات غير منطقية، إلا أنه يشعر بالعجز عن إيقافها، ما يؤدي إلى استنزاف نفسي يومي.
الأعراض
الوساوس الشائعة:
- الخوف من العدوى أو التلوث.
- الشك المفرط في إغلاق الأبواب أو إطفاء الأجهزة.
- أفكار عدوانية أو محرجة ضد النفس أو الآخرين.
- الحاجة إلى التماثل والترتيب.
الأفعال القهرية:
- غسل اليدين أو الجسم بشكل متكرر ومؤلم أحيانًا.
- التحقق من الأقفال، الغاز، أو الأجهزة الكهربائية مرارًا.
- العدّ أو تكرار كلمات أو صلوات بصوت داخلي.
- ترتيب الأشياء بدقة شديدة بشكل لا يحتمل الخطأ.
تستغرق هذه الطقوس وقتًا طويلًا يوميًا، وتُعرقل الحياة الاجتماعية والمهنية، وتؤثر على العلاقات الشخصية.
الأسباب
العوامل الوراثية:
يزداد خطر الإصابة إذا وُجد تاريخ عائلي للوسواس القهري أو القلق.
اضطرابات كيمياء الدماغ:
تُظهر الأبحاث وجود خلل في مستوى السيروتونين ومسارات الاتصال بين أجزاء معينة من الدماغ (خاصة القشرة الجبهية).
الضغوط النفسية:
التعرض لأحداث صادمة أو ضغوط مزمنة قد يكون محفزًا لبداية الاضطراب لدى من لديهم استعداد وراثي.
الطفولة الصارمة:
أساليب تربية صارمة أو تربوية تقوم على الكمال والسيطرة قد تساهم في تكوّن أنماط الوسواس.
التشخيص
يتم التشخيص من قبل طبيب أو معالج نفسي، من خلال:
- مقابلة نفسية مفصلة.
- استخدام مقاييس معتمدة مثل Y-BOCS لتحديد شدة الأعراض.
- تقييم مدى تأثير الأفكار والسلوكيات القهرية على الأداء اليومي.
يُشترط أن تكون الوساوس والأفعال القهرية مستمرة، وتستغرق وقتًا طويلًا (أكثر من ساعة يوميًا)، وتؤثر سلبًا على الحياة.
العلاج السلوكي المعرفي أونلاين: الحل الحديث والفعال
يُعد العلاج السلوكي المعرفي (CBT) حجر الزاوية في علاج اضطراب الوسواس القهري، ويُظهر نتائج مذهلة حتى عبر الإنترنت، خاصة مع نمط “التعرض ومنع الاستجابة” (ERP):
- التعرض (Exposure):
يُواجه المريض تدريجيًا مصدر الوسواس (مثل لمس شيء ملوث دون غسله فورًا).
- منع الاستجابة (Response Prevention):
يُمنع المريض من أداء السلوك القهري الذي يليه عادة، مما يقلل من القلق ويُعيد تدريب الدماغ على تجاهل الوسواس.
مزايا العلاج أونلاين:
- مرونة في الوقت والمكان.
- خصوصية تامة تقلل الشعور بالحرج.
- دعم مستمر من معالج محترف دون الحاجة للتنقل.
دور الأدوية
في بعض الحالات، يُوصي الطبيب باستخدام أدوية داعمة، منها:
- مثبطات امتصاص السيروتونين (SSRIs) مثل فلوفوكسامين أو سيرترالين.
- تُستخدم على المدى الطويل وتُراقب تأثيراتها بعناية.
- تُساعد في تقليل شدة الوساوس وزيادة فعالية العلاج النفسي.
متى يجب طلب المساعدة من طبيب نفسي؟
- إذا بدأت الوساوس أو الطقوس القهرية تؤثر على عملك أو دراستك أو علاقاتك.
- عندما تقضي ساعات طويلة في تكرار تصرفات لا معنى لها.
- إذا شعرت بأن أفكارك تخرج عن سيطرتك وتُسبب لك توترًا دائمًا.
- عند ملاحظة انسحاب اجتماعي أو أعراض اكتئابية مصاحبة.
طلب المساعدة خطوة شجاعة نحو التحرر من القيد النفسي.
استعد سيطرتك على حياتك – الدعم بانتظارك
اضطراب الوسواس القهري لا يعني أنك ضعيف أو مختلف، بل هو حالة تستحق فهمًا ورعاية. عبر منصتنا، نقدم لك جلسات علاج نفسي أونلاين باستخدام العلاج السلوكي المعرفي مع نخبة من المختصين.
سواء كنت تبحث عن طبيب نفسي اونلاين أو دكتور نفسي في الفجيرة، نضمن لك بيئة علاجية محترفة، سرّية، ومخصصة لاحتياجاتك.
لا تسمح للوسواس أن يُقيد يومك… احجز جلستك الآن، وابدأ رحلتك نحو الحرية النفسية.