استشاري نفسي يكشف سر تكرار الكوابيس والأحلام المقلقة . تُعد الكوابيس والأحلام المزعجة من أكثر الظواهر النفسية التي تُثير قلق الأفراد، خاصة حين تتكرر بشكل ملحوظ وتؤثر في جودة النوم والصحة العامة.
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، أن الإنسان حين يحمّل نفسه فوق طاقته العقلية والنفسية، فإنه يعجز عن الاستمرار في التحمل، فتتراكم الأحداث والمواقف الصعبة داخل العقل الباطن أو ما يُعرف باللاشعور، لتخرج لاحقًا في شكل اضطرابات نوم أو أحلام مزعجة.
وأشار هندي، خلال لقائه ببرنامج الستات مايعرفوش يكدبوا على فضائية CBC، إلى أن تفسير الأحلام ليس علمًا جامدًا وإنما يرتبط بالخبرات الفردية لكل شخص.
فالمشهد الواحد قد يحمل دلالات متناقضة تبعًا للتجارب السابقة: فزيارة حديقة الحيوان قد تُفسر على نحو إيجابي لمن ارتبطت لديه هذه الزيارة بذكريات طفولية سعيدة، بينما تُفسر بشكل سلبي لشخص آخر إذا ارتبطت بموقف مزعج. وهذا ما وصفه هندي بـ “كراكيب الذاكرة” التي تُخزن في العقل الباطن وتؤثر في طريقة استقبال الأحلام.
وأوضح أن الأمراض النفسية كثيرًا ما تنشأ من هذه “الكراكيب“، حيث يميل المصريون والعرب بوجه عام إلى تجسيد الضغوط النفسية في أعراض جسدية تُعرف طبيًا باسم الأمراض النفس جسدية. في هذه الحالات، يكون السبب نفسيًا لكن الأعراض تأخذ شكلًا جسديًا واضحًا، مما يربك الأطباء ويجعلهم أحيانًا عاجزين عن إيجاد سبب عضوي مباشر.
ومن بين أبرز الأعراض التي ذكرها: الصداع الناتج عن التوتر أو ما يسمى بالصداع التوتري، إضافة إلى نوع آخر يُعرف باسم صداع الويك إند، والذي يظهر في أيام العطلات نتيجة تراكم الإجهاد خلال الأسبوع.
كذلك تشمل الأعراض تساقط الشعر المرتبط بالتوتر النفسي، والحكة الجلدية غير المبررة، وارتجاع المريء الناتج عن القلق، ومشكلات القولون العصبي، وعسر الهضم، إضافة إلى آلام الكتف والظهر وصعوبات التنفس التي قد لا يجد الأطباء لها مبررًا عضويًا واضحًا.
وبحسب استشاري الصحة النفسية، فإن فهم هذه العلاقة بين الضغط النفسي والأحلام المزعجة والأعراض الجسدية يُعد خطوة أساسية في طريق العلاج. فالمفتاح ليس في البحث عن تفسير واحد جامد لكل حلم، وإنما في إدراك أن اللاشعور يُترجم خبراتنا وأحداثنا اليومية بطريقته الخاصة، وقد يحولها إلى صور أو رموز داخل الأحلام.
ومن ثم، فإن الاهتمام بالصحة النفسية وإدارة التوتر يساعد بشكل مباشر على تقليل الكوابيس، وتحسين جودة النوم، والتخفيف من الأعراض الجسدية المترتبة على الضغوط النفسية.