احتمالات حصول كييف على أسلحة نووية تكاد تكون معدومة . في تصريحات جديدة حول الوضع الأوكراني، أكد مبعوث الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، إلى أوكرانيا أن فرص حصول كييف على أسلحة نووية في الوقت الراهن هي ضئيلة للغاية. وقد جاءت هذه التصريحات في نبأ عاجل أوردته قناة “القاهرة الإخبارية“، مما أثار تساؤلات كثيرة حول موقف الولايات المتحدة من إمكانية تسليح أوكرانيا بأسلحة نووية في ظل التوترات الراهنة.
وفي توضيحه، أشار مبعوث ترامب إلى أن الوضع الحالي يستدعي أخذ جميع الآراء بعين الاعتبار عند الحديث عن خطة التسوية السلمية. إذ لا بد من مراعاة مصالح كافة الأطراف المعنية، بما في ذلك روسيا، لضمان التوصل إلى حل شامل ومستدام للنزاع القائم. وبهذا الصدد، شدد على أهمية الحوار الدبلوماسي والتفاوض المستمر للوصول إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف.
هذه التصريحات تأتي في وقت حساس، حيث تعيش أوكرانيا أزمة مستمرة نتيجة النزاع العسكري مع روسيا، والذي بدأ منذ عام 2014 وتصاعدت حدته بشكل كبير في فبراير 2022. وخلال هذه الفترة، كانت هناك العديد من التكهنات حول احتمال سعي أوكرانيا لتطوير قدرات نووية خاصة بها، خاصة بعد تزايد الدعم الغربي لها في مواجهة الهجوم الروسي.
لكن رغم هذه التكهنات، تبقى حقيقة أن حصول أوكرانيا على أسلحة نووية أمرًا معقدًا للغاية. فالتزامات أوكرانيا السابقة، بموجب اتفاق “بودابست” لعام 1994، تعني أنها تعهدت بالتخلي عن الأسلحة النووية التي كانت موجودة على أراضيها بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.
هذا الاتفاق كان جزءًا من جهود دولية لضمان خلو منطقة أوروبا الشرقية من الأسلحة النووية وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة. وبالتالي، فإن أي محاولة من قبل أوكرانيا للحصول على أسلحة نووية ستواجه تحديات كبيرة على المستوى الدولي.
أضف إلى ذلك، أن المجتمع الدولي، بما في ذلك الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا، يراقب عن كثب أي تحركات في هذا الاتجاه. ومن غير المرجح أن يوافق المجتمع الدولي على تغيير موازين القوى النووية في المنطقة، خاصة في ظل الوضع الحالي المتوتر بين روسيا والدول الغربية.
من جانب آخر، يبدو أن الولايات المتحدة لا ترغب في أن تزداد تعقيدات الأزمة الأوكرانية، خاصة في ظل الدعوات المتزايدة من بعض الأطراف داخل أوكرانيا التي تطالب بتسليحها بالأسلحة النووية كوسيلة للرد على العدوان الروسي. وقد أوضح مبعوث ترامب أن اتخاذ مثل هذه الخطوة سيكون له تبعات خطيرة على الأمن الإقليمي والعالمي. وقال إنه من الضروري العمل على تسوية الأزمة من خلال الحوار والضغط الدبلوماسي بدلاً من التصعيد العسكري الذي قد يؤدي إلى نتائج غير محسوبة.
في ظل هذه الأجواء المعقدة، تبقى فرص أوكرانيا في الحصول على الأسلحة النووية شبه معدومة. فعلى الرغم من الدعم الغربي المستمر لأوكرانيا، فإن هذا الدعم لا يشمل منح كييف الأسلحة النووية، وهو أمر يعارضه بشكل قاطع معظم القوى الكبرى في العالم. كما أن السعي لتحقيق تسوية سياسية تظل هي الخيار المفضل في الوقت الراهن.
من هنا، يصبح من الواضح أن أي تحرك نحو امتلاك الأسلحة النووية من قبل أوكرانيا سيكون في النهاية محكومًا بالتوازنات السياسية الدولية. كما أن دعم الولايات المتحدة لهذا الموقف يعكس التوجه الأمريكي الداعم لاستقرار المنطقة والرافض لمزيد من التصعيد الذي قد يقود إلى حرب نووية شاملة.
و تبقى تصريحات مبعوث ترامب بمثابة تذكير بمدى تعقيد الأوضاع في أوكرانيا، وأن أي حل مستقبلي لهذا النزاع يحتاج إلى حل وسط يتسم بالحكمة والمرونة.