إيران تتوقف عن تخصيب اليورانيوم بسبب أعطال تقنية مفاجئة . إيران تفقد القدرة على تخصيب اليورانيوم ومسؤولون إسرائيليون يعبرون عن قلقهم من ترسانة الصواريخ وفي تطور لافت على الساحة الدولية، أفادت هيئة البث الإسرائيلية،.
نقلًا عن مسؤول رفيع، بأن إيران فقدت قدرتها على تخصيب اليورانيوم، وهو ما اعتبره المراقبون تحولًا جوهريًا في الملف النووي الإيراني، خاصة في ظل التوترات الإقليمية والتصعيدات العسكرية المتقطعة في المنطقة.
وجاءت التصريحات عبر قناة “القاهرة الإخبارية”، التي بثّت نبأ عاجلًا مفاده أن إيران لم تعد قادرة على مواصلة عمليات تخصيب اليورانيوم، لأسباب لم يتم الكشف عنها حتى الآن.
وبينما لم تصدر طهران تعليقًا رسميًا فوريًا على هذه التصريحات، إلا أن الجدل بشأن طبيعة توقف عمليات التخصيب يثير تساؤلات عدة حول طبيعة الخلل أو القرار الذي أدى إلى هذا التوقف المفاجئ.
مخاوف حول مصير اليورانيوم المخصب
وفي ذات السياق، تابع المسؤول الإسرائيلي في تصريحاته أن هناك علامات استفهام كثيرة تدور حول مصير الكميات المخصبة من اليورانيوم التي كانت إيران قد جمعتها خلال السنوات الأخيرة. واعتبر أن مجرد توقف إيران عن التخصيب لا يعني بالضرورة انتهاء الخطر النووي الإيراني، خاصة إذا لم يُعرف مصير تلك الكميات أو كيفية التعامل معها.
تاريخيًا، كانت طهران قد أعلنت في أكثر من مناسبة أنها تمتلك كميات من اليورانيوم المخصب بدرجات عالية، وهو ما دفع الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى دق ناقوس الخطر في تقارير سابقة، محذرة من اقتراب إيران من الوصول إلى مستويات تسمح بإنتاج أسلحة نووية.
تهديدات صاروخية قائمة رغم توقف التخصيب
وفي تطور موازٍ، كشف المسؤول الإسرائيلي ذاته عن امتلاك إيران نحو 1000 صاروخ باليستي قادر على الوصول إلى الأراضي الإسرائيلية، مما يضع تل أبيب في دائرة القلق المتواصل.
وأوضح أن الخطر الإيراني لم يتراجع بالكامل، فبينما قد تكون القدرات النووية شهدت تعثرًا مؤقتًا، لا تزال القدرات التقليدية – وعلى رأسها الترسانة الصاروخية – تشكل تهديدًا حقيقيًا.
واستندت هيئة البث في تقريرها إلى معطيات استخباراتية، دون الإفصاح عن المصادر أو طبيعة الأدلة التي تؤكد فقدان طهران لقدرتها على التخصيب. هذا الغموض في التفاصيل قد يكون متعمدًا في إطار سياسة الضغط القصوى التي تمارسها إسرائيل على المجتمع الدولي لتحجيم القدرات الإيرانية.
تساؤلات عن الدوافع الحقيقية وراء توقف التخصيب
وفي محاولة لتفسير ما جرى، أشار خبراء في الشأن النووي إلى أن توقف إيران عن تخصيب اليورانيوم قد يكون ناتجًا عن أعطال فنية خطيرة في أجهزة الطرد المركزي، خاصة أن البنية التحتية الإيرانية تعرضت سابقًا لعدة هجمات سيبرانية وعمليات تخريبية اتُهمت بها جهات أجنبية، من بينها إسرائيل.
ورجّحت بعض التقارير الغربية أن يكون التوقف مؤقتًا نتيجة ضغوط داخلية أو خارجية، ربما تمهيدًا لإعادة فتح باب المفاوضات بشأن العودة للاتفاق النووي المبرم في 2015، والذي انسحبت منه الولايات المتحدة في 2018، لتشهد المنطقة منذ ذلك الحين توترًا متصاعدًا.
الموقف الإسرائيلي: تحذير واستعداد دائم
في المقابل، تواصل إسرائيل التحذير من “النية النووية” الإيرانية، معتبرة أن توقف التخصيب لا يجب أن يكون مدعاة للطمأنينة، بل لحشد الجهود الدولية للتأكد من تفكيك البنية التحتية النووية بالكامل.
وتُعد تصريحات المسؤول الإسرائيلي الأخيرة تجسيدًا لهذا القلق العميق، حيث ربط بين الملف النووي والترسانة الصاروخية الإيرانية، التي تُشكل تهديدًا مزدوجًا لإسرائيل.
وتعكس هذه التصريحات الإسرائيلية استراتيجية الردع والضغط السياسي، التي تسير عليها حكومة تل أبيب منذ سنوات، من خلال تسليط الضوء على كل تطور في البرنامج النووي الإيراني بهدف حشد الدعم الدولي لعزله وتقليص نفوذه.
هل تتجه إيران نحو التهدئة أم تعيد ترتيب أوراقها؟
من جهة أخرى، يرى محللون أن توقف إيران عن التخصيب – إذا تأكد رسميًا – قد يشير إلى مراجعة داخلية في استراتيجيتها النووية، خاصة في ظل الضغوط الاقتصادية المتصاعدة والعقوبات الغربية الخانقة. وقد يكون القرار مرتبطًا أيضًا بمساعٍ إيرانية لإعادة ترتيب أوراقها قبل أي جولة تفاوضية جديدة، تتيح لها تقديم تنازلات محسوبة مقابل رفع تدريجي للعقوبات.
وفي هذا الإطار، ترى بعض الجهات السياسية أن الفرصة لا تزال قائمة أمام حل دبلوماسي شامل، يشمل البرنامج النووي الإيراني، وبرامج الصواريخ، والتدخلات الإقليمية، شريطة توفر إرادة حقيقية من جميع الأطراف المعنية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، وإسرائيل، والاتحاد الأوروبي.
دعوات لمزيد من الشفافية
تطالب منظمات دولية، وعلى رأسها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بضرورة شفافية أكبر من الجانب الإيراني، والإفصاح الكامل عن تفاصيل برنامجها النووي، وأماكن تخزين المواد المشعة، وكذلك تقديم بيانات موثوقة حول كمية اليورانيوم المخصب بحوزتها، ومصيرها في حال توقف التخصيب بالفعل.
ويدعو خبراء إلى تشديد المراقبة الدولية على المنشآت النووية الإيرانية، واستخدام تقنيات حديثة لرصد أي أنشطة مشبوهة أو غير معلنة، خصوصًا مع تزايد المخاوف من دخول هذه المواد في أي أنشطة عسكرية مستقبلية.