إنفلونزا الطيور تضرب مزرعة في نيويورك وتؤدي إلى إعدام 100 ألف بطة . في 17 يناير 2025، تم إعدام أكثر من 100 ألف بطة في مزرعة Crescent Duck Farm الواقعة في منطقة Aquebogue على جزيرة لونغ آيلاند في نيويورك، بعد أن تم تأكيد تفشي مرض إنفلونزا الطيور. هذه الحادثة تسببت في إغلاق المزرعة التي كانت تُعتبر واحدة من آخر مزارع البط في المنطقة، وهو ما يعكس التأثير الكبير الذي أحدثه المرض على صناعة تربية الدواجن المحلية.
تعتبر إنفلونزا الطيور من الأمراض الفيروسية التي تصيب الطيور بشكل رئيسي، ويمكن أن تؤدي إلى أضرار كبيرة في صناعة الدواجن، حيث تصاب الطيور بالعدوى بشكل سريع وتنقلها إلى باقي أفراد القطيع. ومع تفشي هذا المرض في المزرعة، أصبح من الضروري اتخاذ إجراءات صارمة للحد من انتشار الفيروس ومنع انتقاله إلى مناطق أخرى.
إجراءات الصحة العامة لمكافحة تفشي المرض
وفور تأكيد تفشي المرض في مزرعة Crescent Duck Farm، أُجبرت السلطات الصحية في ولاية نيويورك على اتخاذ إجراءات فورية لمكافحة التفشي ومنع انتقال الفيروس إلى مزارع أخرى أو البشر. في هذا السياق، أوضح الدكتور جريجسون بيجوت، مفوض الصحة في مقاطعة سوفولك، لقناة WABC-TV، أن الحل الوحيد لمكافحة العدوى هو إعدام القطيع بأسره. وقال بيجوت: “لسوء الحظ، عندما يكون لديك قطيع مصاب، فإن العلاج هو قتل القطيع بأكمله”.
وتابع بيجوت تصريحاته لصحيفة نيويورك تايمز، حيث طمأن المواطنين بأن إنفلونزا الطيور “لا تنتقل بين البشر في هذه المرحلة”، مشيرًا إلى أن المخاوف تتركز بشكل أساسي على انتقال الفيروس بين الطيور المصابة والعمال في المزرعة، الذين قد يتعرضون للعدوى بسبب تلامسهم مع الطيور المصابة.
مخاوف من انتقال الفيروس بين البشر
على الرغم من أن الخبراء طمأنوا الجمهور بشأن عدم وجود حالات مؤكدة لانتقال إنفلونزا الطيور من الإنسان إلى الإنسان، فإن المخاوف ما زالت قائمة. الدكتورة شارون ناخمان، من مستشفى ستوني بروك للأطفال، قالت لقناة WABC-TV إن “الحالات المتفرقة” من إصابة البشر بالمرض لم تؤد إلى انتقال العدوى بين الأفراد المقربين للمصابين. وهذا يشير إلى أن الفيروس لا ينتقل من إنسان إلى آخر بشكل سهل، ولكن التهديد لا يزال قائمًا إذا ما حدث أي تحور للفيروس.
وفي وقت لاحق، تحدث جون دي ليوناردو من منظمة “هيومان لونغ آيلاند” عن استمرارية تقييم المخاطر الصحية التي قد تنجم عن تحول الفيروس إلى شكل أكثر قدرة على الانتقال بين البشر. ورغم عدم وجود دليل على حدوث انتقال بين البشر حتى الآن، إلا أن الخبراء يبقون أعينهم مفتوحة على أي تطورات قد تؤدي إلى تهديد وبائي أكبر في المستقبل.
حصيلة الإصابات في الولايات المتحدة
منذ تفشي إنفلونزا الطيور في الولايات المتحدة العام الماضي، تم تأكيد إصابة 67 شخصًا بالمرض، وبلغت حصيلة الوفيات حالة واحدة. وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، تم تتبع 23 حالة من هذه الإصابات إلى مزارع الدواجن وعمليات الإعدام، مما يعكس العلاقة القوية بين تفشي المرض في مزارع الدواجن وانتقال العدوى إلى البشر في حالات نادرة. وعلى الرغم من أن الإصابة البشرية بالمرض تبقى نادرة، إلا أن تهديد انتقاله إلى الإنسان يظل مثار قلق بين الخبراء الصحيين.
آثار تفشي المرض على صناعة مزارع البط
تعد مزرعة Crescent Duck Farm واحدة من أقدم وأهم مزارع البط في المنطقة، ومن ثم فإن إغلاقها وإعدام قطيعها جراء تفشي إنفلونزا الطيور يشكل ضربة قوية للصناعة المحلية. وقال دوج كوروين، مالك المزرعة، في تصريح لوسائل الإعلام: “لقد فعلت هذا طوال حياتي، ونحن آخر من تبقى من هذه الصناعة”، مضيفًا: “إنه لأمر مؤلم للغاية، تعمل طوال حياتك من أجل شيء ما، ثم في يوم من الأيام يختفي كل شيء”.
ويُعتبر إغلاق المزرعة خسارة كبيرة ليس فقط للمالك، بل أيضًا للاقتصاد المحلي في نيويورك الذي يعتمد على هذه الصناعة في توفير المنتجات الغذائية والعمالة. وبالنسبة لكوروين، الذي يملك مزرعته منذ عام 1908، فإن المرض أزال عقودًا من العمل الشاق وأدى إلى تدمير قطيع البط الذي كان مصدر رزقه الرئيسي.
الأمل في إعادة بناء القطيع
رغم هذه الخسارة الفادحة، هناك بعض الأمل في إعادة بناء القطيع في المستقبل. حيث أكدت الحكومة الأمريكية أنها وافقت على السماح لمالك المزرعة بالاحتفاظ بعدة آلاف من البيض، وهو ما قد يساعده في إعادة تأسيس قطيعه في المستقبل. ومع ذلك، عبّر كوروين عن تردده في اتخاذ هذه الخطوة إلا إذا كانت هناك ضمانات من وزارة الزراعة الأمريكية بوجود لقاح فعال ضد الفيروس، قائلاً: “لا أريد أن أمر بكل هذا مرة أخرى” بدون أن توافِق الوزارة على توفير لقاح يحمي قطيع البط من الإصابة مرة أخرى.
بالرغم من التفشي الحالي، يبقى الأمل في أن التعاون بين السلطات الصحية وقطاع الزراعة سيؤدي إلى تطوير حلول فعالة لمكافحة المرض وضمان استدامة صناعة مزارع البط في المستقبل. ولكن السؤال الذي يبقى مطروحًا هو كيف ستتعامل الولايات المتحدة مع تفشي إنفلونزا الطيور في المستقبل إذا ما تكررت هذه الحوادث، وكيف ستؤثر هذه التحديات على الأمن الغذائي والصحة العامة في البلاد.