أيمن العلي من ملك جمال الأردن إلى محارب قوي للسرطان من تاج الجمال إلى معركة الحياة . تعدّ قصص التحدي والإصرار من أروع القصص التي تلهم الناس حول العالم، وخاصةً عندما يكون البطل فيها شخصاً نجح في تحقيق حلمه ثم واجه مصيراً غير متوقع.
ليكتشف أن معركة الحياة الحقيقية لا تتعلق فقط بتحقيق الإنجازات، بل بتحدي الصعاب والتغلب على المحن. واحدة من أبرز هذه القصص هي قصة أيمن العلي، ملك جمال الأردن لعام 2012، الذي تحول من نجم في عالم الجمال إلى محارب لا يكل في معركة حياته ضد مرض السرطان.
أيمن العلي: من ملك جمال إلى محارب
في عام 2012، كان أيمن العلي شاباً يافعاً يطمح في تحقيق المزيد من النجاحات، حتى أصبح ملك جمال الأردن في ذلك العام. كانت المسيرة أمامه مليئة بالأضواء والشهرة، حيث برع في تقديم نفسه كأيقونة للجمال والثقة.
محققاً النجاح في مجال عروض الأزياء والإعلانات، ليصبح نموذجاً يُحتذى به للكثيرين في الأردن وخارجها. ولكن لم يكن يعرف في ذلك الوقت أن حياته على وشك أن تأخذ منعطفاً جديداً، ومن ثمّ تتحول إلى معركة من نوع آخر.
في عام 2018، ووسط النجاح والشهرة، اكتشف أيمن العلي أنه مصاب بسرطان الدم (اللوكيميا)، في صدمة كبيرة لم تكن فقط له، بل لأسرته وكل من يعرفه. من ملك جمال يُحتفى به في المناسبات والاحتفالات، إلى محارب يواجه مرضاً خبيثاً بكل ما أوتي من قوة وإرادة.
والدة أيمن العلي علقت في احدي المقابلات قائلة :” نواجه مرض ابني بعزيمة وثبات” واضافت ايضا “الحمد لله على كل حال وربنا يصبرنا على مرضه”، هذا ما قالته والدة الشاب والناشط الأردني أيمن العلي الملقب بـ”ملك جمال الأردن”، مكللة معاناتها بالصبر والإيمان في التعامل مع التطورات الصحية التي يعاني منها ابنها من مرض السرطان.
وأمام مرض متفش بجسد “ملك جمال الأردن” وصورة انتشرت كالنار في الهشيم له برفقة والدته، تعاطف الأردنيون معه، والمناشدة بالدعاء له بالشفاء العاجل على وقع الصدمة حيال التغير الواضح في شكله نتيجة للمرض الذي يفتك به، نتيجة لجسده الهزيل الذي أظهر مدى تأثره بالسرطان.
مما جعل قصة أيمن العلي مميزة أكثر هو أنه لم يكتفِ بمحاربة السرطان في صمت، بل قرر أن يصبح صوتاً للآخرين الذين يعانون من نفس المرض. بعد أن تجاوز مرحلة العلاج، قرر أيمن أن يسهم في توعية المجتمع حول أهمية الكشف المبكر والعلاج، والتأكيد على أن السرطان ليس نهاية الحياة، بل بداية جديدة لتحقيق أهداف أخرى.
وأشارت “أم أدهم” إلى أنها تعاني الكثير عندما تشاهد مدى الألم الذي يسيطر على أيمن وتابعت”والله بتألم على وجعه”، إلا أنها في الوقت ذاته على يقين برحمة الله به، مؤكدة أن أصدقاءه ومحبيه يواصلون الاطمئنان على حالته الصحية ويدعون له، الأمر الذي يُخفف من وطأة المعاناة.
وبينت أنها لا ترغب بالحديث مطولا عن مرض ابنها، مشيرة إلى أنها تواجه المعاناة بتفاؤل من منطلق إيمانها وعزيمة وشجاعة ابنها الشاب الذي بات اليوم “أيقونة” إرادة، للكثيرين لمن يعانون من المرض.
ونشر الشاب صورة حديثة له عبر حسابه في “إنستغرام“، برفقة والدته داخل أحد المستشفيات الأردنية وهو على فراش المرض، وأرفقها بتعليق مقتضب قال فيه: “الحمد لله.. دعوة من القلب”، في إشارة إلى معاناته الصحية التي أظهرتها ملامحه المتعبة ووزنه القليل مع تورم واضح في قدميه وبطنه نتيجة المرض .
وطلب “ملك الإرادة” الخميس من متابعيه عبر مواقع التواصل الاجتماعي الدعاء له بالشفاء العاجل ولاقت الصورة تفاعلاً كبيراً من الجمهور الأردني والنشطاء على مواقع التواصل، الذين عبروا عن تضامنهم مع العلي ودعوا له بالشفاء.
وكان العلي أعلن إصابته بمرض السرطان العام الماضي، وسبق له أن نشر صوراً أخرى وهو يتلقى العلاج في المستشفى، طالباً من أصدقائه ومتابعيه الدعاء له بالصبر وقوة الإرادة لمواجهة المرض الشرس.
كما وانتشر مقطع “فيديو” لشاب يقرأ آيات الشفاء من القرآن الكريم على الشاب العلي، والدعاء له بالشفاء وأن يمن الله عليه الصحة والعافية، وسط تفاعل لافت من المتابعين الذين ناشدوا بالدعاء له.
وللاطلاع علي الفيديو اضغط هنــــــــــــــــــا .
اليوم، وبعد أن انتصر على مرض السرطان، أصبح أيمن العلي واحداً من أبرز الوجوه الإعلامية التي تحمل رسالة أمل وتغيير في المجتمع. قصة أيمن ليست مجرد حكاية شخص انتصر على مرض خبيث، بل هي درس في الحياة عن الإصرار، والروح القوية، وتحدي المستحيل. من ملك جمال الأردن إلى محارب للسرطان، أثبت أيمن العلي أن القوة الحقيقية تكمن في الإيمان بأن الحياة تستحق أن تُحارب من أجلها، مهما كانت الظروف.