أمريكا تسحب شحنات فاكهة ملوثة ببكتيريا قد تسبب الوفاة . في تطور مثير للقلق، أعلنت شركة Doehler Dry Ingredient Solutions عن سحب طوعي لعدد من منتجات الفاكهة المجففة بالتجميد من الأسواق الأمريكية، وذلك بعد اكتشاف تلوث تلك المنتجات ببكتيريا الليستيريا مونوسيتوجين، وهي بكتيريا خطيرة قد تسبب أمراضًا شديدة، لا سيما للفئات الأكثر عرضة مثل كبار السن، والحوامل، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.
وجاء قرار الشركة عقب نتائج اختبارات مخبرية أجريت مؤخرًا وأثبتت وجود آثار لبكتيريا الليستيريا في عبوات الفاكهة المجففة، التي يتم بيعها تحت علامة “ميمبرز مارك” (Member’s Mark) داخل متاجر Sam’s Club المنتشرة في 43 ولاية أمريكية، بالإضافة إلى بورتوريكو.
تفاصيل المنتج المستدعى
المنتجات المتأثرة بالسحب تتضمن مجموعة متنوعة من الفواكه المجففة بالتجميد، مثل الموز والفراولة والتفاح، وهي تُباع عادةً في عبوات فردية صغيرة مخصصة للوجبات السريعة أو الإضافة إلى الزبادي والعصائر والسلطات.
وتغطي عملية السحب كل المنتجات التي تم توزيعها ما بين 1 يوليو و25 يوليو 2025، وتحمل تواريخ صلاحية تمتد من 24 يونيو وحتى 25 يوليو 2027، مما يعني أن كميات كبيرة من هذه المنتجات قد تكون وصلت إلى منازل المستهلكين بالفعل.
تحذيرات إدارة الغذاء والدواء الأمريكية
في بيان رسمي، حذرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) من مخاطر تناول الأطعمة الملوثة ببكتيريا الليستيريا، مشيرة إلى أن المرض الناتج عنها، والمعروف باسم داء الليستريات، قد يؤدي إلى أعراض خطيرة تشمل:
الحمى المرتفعة
الصداع
الغثيان والتقيؤ
آلام المعدة
الإسهال
وفي حالات أكثر خطورة، قد يتطور المرض إلى مشكلات عصبية تشمل الارتباك، والتصلب، وتشنجات عضلية، وخاصة إذا وصلت العدوى إلى الجهاز العصبي المركزي.
وتوصي الإدارة جميع المستهلكين الذين قاموا بشراء هذه المنتجات بعدم تناولها نهائيًا، والتخلص منها على الفور، أو إعادتها إلى المتجر الذي تم الشراء منه من أجل استرداد قيمة المنتج بالكامل.
حتى الآن.. لا حالات إصابة مؤكدة
بحسب ما أعلنته الجهات الرسمية والشركة المُصنّعة، لم يتم حتى الآن تسجيل أي حالات إصابة مؤكدة ترتبط بتناول هذه الفاكهة المجففة الملوثة. ومع ذلك، شددت وزارة الصحة الأمريكية على ضرورة اتخاذ الحيطة والحذر، والالتزام بالتعليمات الصحية الواردة من الجهات المعنية، خاصة وأن أعراض الليستيريا قد لا تظهر فورًا، بل تتأخر لعدة أيام بعد تناول الطعام الملوث.
بكتيريا الليستيريا.. تهديد مستمر للأمن الغذائي
ليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها الإعلان عن سحب منتجات غذائية من الأسواق الأمريكية بسبب الليستيريا، إذ تُعد هذه البكتيريا من أكثر الملوثات شيوعًا في قطاع الأغذية، وتنتشر عادة في:
منتجات الألبان غير المبسترة
اللحوم الباردة والنقانق
الخضروات والفواكه غير المغسولة
المأكولات المجمدة التي لا يتم تسخينها جيدًا
وتتمثل خطورتها في قدرتها على البقاء حية في درجات حرارة منخفضة، وهو ما يفسر انتشارها في المنتجات المجمدة والمبردة، رغم أنها لا تتحمل درجات الطهي المرتفعة.
مسؤولية المستهلك
وفي هذا السياق، أكدت منظمات الدفاع عن حقوق المستهلك أن على المواطنين أيضًا التحقق من تواريخ الإنتاج والصلاحية، والاطلاع بانتظام على أخبار الاستدعاءات والتحذيرات الصادرة عن إدارة الغذاء والدواء أو وزارة الزراعة الأمريكية، لضمان سلامتهم وسلامة أفراد أسرهم.
ودعت الجمعيات الصحية إلى ضرورة غسل الأيدي والأدوات المستخدمة في التعامل مع الأطعمة المجمدة، والابتعاد عن استهلاك الأطعمة غير المطهية جيدًا، لا سيما بين الأشخاص الأكثر عرضة للمضاعفات الصحية.
هل هناك بدائل آمنة؟
في ظل هذه المخاوف، بدأت العديد من الأسر في البحث عن بدائل طبيعية وآمنة للوجبات الخفيفة. ويقترح خبراء التغذية الاعتماد على:
الفواكه الطازجة المغسولة جيدًا
الفواكه المجففة المنتجة محليًا والمختومة من مصادر موثوقة
الأطعمة النباتية المعدّة منزليًا
الزبادي الطبيعي مضافًا إليه قطع فاكهة آمنة
تُعيد هذه الواقعة إلى الواجهة أهمية الرقابة الصارمة على الأغذية المستوردة والمصنعة، وضرورة تشديد العقوبات على الشركات التي تتهاون في إجراءات السلامة، مع تعزيز دور المستهلك في الإبلاغ عن أي أعراض غير طبيعية قد تظهر بعد تناول المنتجات الغذائية.
وبينما لم يُسجّل حتى الآن أي ضرر فعلي من المنتج المستدعى، فإن الوقاية تظل دائمًا الخيار الأفضل في ظل المخاطر الصحية المرتبطة بالتلوث الغذائي.