أمراض المسالك البولية التي تصيب الأولاد الأسباب والعلاج . يشير الدكتور فيكتور غوباريف، أخصائي طب وجراحة المسالك البولية وأمراض الذكورة، إلى أن الأولاد في مرحلة الطفولة قد يواجهون بعض أمراض المسالك البولية التي تتطلب تدخلاً طبيًا دقيقًا وعلاجًا في الوقت المناسب. هذه الأمراض يمكن أن تؤثر على صحتهم العامة إذا لم يتم التعامل معها بشكل سريع وفعال.
أحد الأمراض الشائعة هو مرض تضيق القلفة، الذي يعني عدم القدرة على سحب القلفة (الغطاء الجلدي على رأس القضيب) بشكل طبيعي. يعتبر هذا المرض من المشاكل المنتشرة بين الأولاد، حيث إن جميع الأطفال الذكور يولدون بتضيق قلفة فسيولوجي، أي أن القلفة تكون ضيقة في البداية بشكل طبيعي.
عادة ما يختفي هذا التضيق بشكل تلقائي في سن 5-7 سنوات. ولكن في بعض الحالات، قد يتطور المرض إلى شكل غير طبيعي مثل التضيق الندبي (نتيجة لندوب) أو التضيق الضخامي (نتيجة لتضخم القلفة بشكل غير طبيعي)، وفي هذه الحالات، يصبح من الضروري التدخل الطبي.
الدكتور غوباريف يوضح أن تضيق القلفة يمكن أن يؤدي إلى صعوبة في الحفاظ على نظافة الأعضاء التناسلية، مما يزيد من خطر حدوث التهابات في منطقة رأس القضيب والقلفة (مثل التهاب الحشفة أو التهاب القلفة والحشفة). كما أن التشوهات الشديدة في القلفة قد تجعل التبول صعبًا، وهو ما قد يؤدي في بعض الحالات إلى احتباس البول الحاد. وهذا الأمر يتطلب اتخاذ تدابير طارئة لمنع تطور أي مشاكل صحية أخرى.
لعلاج تضيق القلفة، يشير الدكتور غوباريف إلى أنه يمكن استخدام طريقتين: الأولى هي الطريقة المحافظة التي تستخدم لتضيق القلفة الفسيولوجي أو التصاق القلفة، أما الثانية فهي الطريقة الجراحية التي يتم اللجوء إليها في حالة الأشكال المرضية للتضيق أو إذا كانت الطرق المحافظة غير فعالة. ولكن في حالات التشوهات الخلقية في الأعضاء التناسلية (مثل حدوث فتحة التبول في مكان غير طبيعي)، يتم تجنب الختان وتُستخدم القلفة كجزء من العلاج الجراحي.
مرض آخر يتميز به الأولاد هو “الارتجاع المثاني الحالبي”، الذي يحدث عندما يرتجع البول من المثانة إلى الأجزاء العليا من المسالك البولية، مثل الحالب أو الحوض الكلوي. في بعض الحالات، قد لا تظهر أعراض لهذا المرض، ولكن في حالات أخرى، يتسبب الجزر المثاني الحالبي في تأثيرات صحية خطيرة.
الدكتور غوباريف يشرح أن الكلى تتعرض لضغط هيدروديناميكي كلما تبول الطفل، ما يسبب صدمات متكررة للكلى. وهذا الضغط الزائد يؤثر سلبًا على الكلى، مما يؤدي إلى تشوهات في أنسجتها واختلال وظائفها مع مرور الوقت. بالإضافة إلى ذلك، قد يزيد هذا المرض من خطر الإصابة بعدوى المسالك البولية.
أما المشكلة الثالثة التي يعاني منها بعض الأولاد هي “عدم نزول الخصية إلى كيس الصفن”، وهي حالة خلقيّة حيث لا تنزل الخصية من داخل البطن إلى كيس الصفن. وفي معظم الحالات، تنزل الخصية بشكل تلقائي في الشهر السادس من العمر.
ولكن إذا لم يحدث ذلك، فإن التدخل الجراحي يصبح ضروريًا. الدكتور غوباريف يحذر من أن عدم نزول الخصية قد يؤدي إلى مشاكل في نموها الطبيعي، ما يجعلها عرضة للتضخم واختلال وظائفها سواء في مرحلة الطفولة أو البلوغ. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي عدم نزول الخصية إلى زيادة خطر الإصابة بأورام خبيثة في المستقبل.
من المهم أن يتم تشخيص وعلاج هذه الأمراض في وقت مبكر لضمان نمو صحي للأطفال وحمايتهم من المضاعفات الصحية المحتملة. في العديد من الحالات، تكون الحلول الطبية بسيطة وفعّالة إذا تم التدخل مبكرًا، مما يضمن للأولاد حياة صحية ومليئة بالنشاط. لذلك، من الضروري أن يكون الآباء على وعي بهذه الأمراض الشائعة وأن يتوجهوا إلى الأطباء المتخصصين في حال ظهور أي أعراض غير طبيعية.