أمراض الأذن لا تُستهان بها صيفًا.. دليل الوقاية والعلاج . مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، يتجه الكثيرون إلى المسابح، والبحار، والأنهار للاستمتاع بالسباحة والانتعاش، غير أن هذا الموسم الترفيهي لا يخلو من بعض التحديات الصحية، خاصة تلك المتعلقة بصحة الأذن.
وفي هذا السياق، حذّرت الدكتورة بولينا فاشكيفيتش، أخصائية أمراض الأنف والأذن والحنجرة، من تزايد حالات الإصابة بأمراض الأذن خلال الصيف، مرجعة السبب إلى دخول المياه داخل الأذنين أثناء السباحة، واستخدام أجهزة التكييف بكثرة.
الماء والتهابات الأذن: العلاقة الخفية
توضح الدكتورة فاشكيفيتش أن فصل الصيف يُعد الموسم الذهبي لحالات التهاب الأذن الخارجية، والمعروف باسم “أذن السباح”، نتيجة تراكم المياه داخل قناة الأذن بعد السباحة. هذا التراكم يؤدي إلى بيئة رطبة ومغلقة، تشجع على نمو البكتيريا والجراثيم، مما قد يتسبب في التهابات جلد قناة الأذن، والتي يصاحبها عادةً ألم شديد، حكة مزعجة، وشعور بالامتلاء داخل الأذن، وأحيانًا فقدان مؤقت للسمع.
وتضيف: “عندما يحتبس الماء داخل الأذن، خاصة إذا كانت القناة ضيقة أو هناك شمع متراكم، يكون من السهل أن تتكاثر البكتيريا وتسبب العدوى، ولهذا نلاحظ ارتفاعًا في عدد الحالات خلال شهري يوليو وأغسطس من كل عام”.
ليس كل دخول للماء يُعد خطرًا
ورغم أن دخول الماء إلى الأذن قد يكون مزعجًا للبعض، خاصة الأطفال، تؤكد الطبيبة أن الأمر لا يُعد خطرًا إلا إذا ظهرت أعراض مرضية مثل الألم، أو الحكة المستمرة، أو خروج إفرازات. أما في حالة بقاء الماء دون أعراض، فيمكن التعامل معه بسهولة من خلال خطوات بسيطة وآمنة في المنزل.
خطوات آمنة لتجفيف الأذن بعد السباحة
وقدمت فاشكيفيتش مجموعة من الخطوات التي تساعد في التخلص من الماء العالق داخل الأذن بطريقة صحيحة، دون الحاجة إلى التدخل الطبي، وتشمل:
إمالة الرأس بلطف إلى الجانب المصاب، ثم هزه بخفة لمساعدة الماء على الخروج تلقائيًا.
استخدام منشفة ناعمة لتجفيف الجزء الخارجي من الأذن فقط، دون إدخال أي أدوات داخل القناة.
الاستعانة بمجفف الشعر (السيشوار) على درجة حرارة منخفضة، ومن مسافة لا تقل عن 30 سم من الأذن، لتجفيف الرطوبة بلطف.
تجنب استخدام أعواد القطن أو أي أدوات حادة داخل الأذن، لما قد تسببه من خدوش أو دفع الماء أعمق داخل القناة.
المكيفات ومشاكل الأذن والأنف
وتطرقت الطبيبة أيضًا إلى تأثير استخدام المكيفات خلال الصيف، مشيرة إلى أنه من العوامل غير المباشرة لحدوث مشكلات في الأذن والأنف والحنجرة، حيث يؤدي التعرض المفاجئ للهواء البارد إلى انخفاض حرارة الجسم المحلي في هذه المناطق، ما يقلل من مناعة الأنسجة، ويزيد من فرص الإصابة بالتهابات بكتيرية أو فيروسية.
وتوصي في هذا السياق بضرورة تجنب التعرض المباشر للمكيف بعد السباحة أو أثناء النوم، خاصة للأطفال وكبار السن، بالإضافة إلى الحفاظ على توازن درجات الحرارة بين الداخل والخارج.
الوقاية خير من العلاج
وشددت فاشكيفيتش على أن الوقاية تظل الخيار الأفضل لتفادي أي مضاعفات، خاصة بالنسبة للأطفال والأشخاص الذين لديهم تاريخ سابق مع التهابات الأذن. ومن أبرز وسائل الوقاية التي أوصت بها:
استخدام سدادات أذن مخصصة للسباحة، وهي متوفرة في الصيدليات ومتاجر الأدوات الطبية، وتساعد في منع تسرب الماء إلى القناة السمعية.
ارتداء قبعة سباحة محكمة تغطي الأذنين بالكامل، خاصة عند السباحة في المياه المفتوحة أو ذات التيارات القوية.
الحرص على تجفيف الأذن جيدًا بعد السباحة أو الاستحمام.
زيارة الطبيب فور ظهور أي أعراض مثل الألم أو الإفرازات أو انخفاض السمع، وعدم إهمال العلامات المبكرة للعدوى.
أذن السباح عند الأطفال
تعتبر الأذن الخارجية عند الأطفال أكثر عرضة للالتهاب بسبب قصر وضيق قناة الأذن لديهم، وهو ما يجعلها تحتفظ بالماء بسهولة. وتشير الطبيبة إلى أن تجاهل الأعراض عند الطفل قد يؤدي إلى مضاعفات تشمل التهاب الأذن الوسطى، أو حتى فقدان مؤقت للسمع إذا لم تُعالج الحالة مبكرًا.
الفرق بين التهاب الأذن الخارجية والوسطى
وتؤكد فاشكيفيتش أن من الضروري التفرقة بين التهاب الأذن الخارجية الناتج عن دخول الماء، والتهاب الأذن الوسطى الناتج غالبًا عن نزلات البرد أو عدوى تنفسية. فالأول يصاحبه ألم عند لمس الأذن من الخارج، بينما الثاني يصاحبه ارتفاع في درجة الحرارة، وألم داخلي متواصل، مع شعور بانسداد وأحيانًا دوار.
تختم فاشكيفيتش حديثها بتأكيد أهمية التوعية، قائلة: “الكثير من حالات التهاب الأذن في الصيف يمكن تجنبها ببعض العادات الصحية البسيطة، أهمها تجفيف الأذن جيدًا بعد كل مرة تلامس فيها الماء، والابتعاد عن السباحة في المياه الملوثة أو المجهولة المصدر”.
الكلمات المفتاحية (للسيو):
أمراض الأذن في الصيف, التهاب الأذن الخارجية, أذن السباح, الوقاية من التهابات الأذن, الماء داخل الأذن, سدادات الأذن للسباحة, نصائح طبية صيفية, مشاكل الأذن بسبب المكيف, علاج الأذن الملتهبة, صحة الأذن للأطفال