أطعمة ومشروبات تعزز ترطيب الجسم أفضل من شرب الماء فقط . مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، يصبح الحفاظ على ترطيب الجسم أمرًا ضروريًا وحاسمًا للوقاية من أخطار الجفاف والإجهاد الحراري، خصوصًا في الدول التي تشهد موجات حر شديدة ومتكررة.
يفقد الجسم في الطقس الحار كميات كبيرة من السوائل من خلال التعرق، وإذا لم يتم تعويض هذه السوائل بفعالية، قد يتعرض الإنسان لمضاعفات صحية خطيرة قد تصل إلى ضربة شمس.
يعد الجفاف من أكثر المشكلات الصحية شيوعًا خلال الصيف، ويكون خطره مضاعفًا على فئات معينة مثل كبار السن، الأطفال، والعمال الذين يقضون وقتًا طويلًا في الهواء الطلق. ومع ازدياد القلق من تأثيرات موجات الحر المتكررة نتيجة التغيرات المناخية، تزداد أهمية التوعية بأساليب الترطيب الفعالة التي تساعد في حماية الصحة العامة.
وعند الحديث عن تجنب الجفاف، فإن أول ما يتبادر إلى الذهن هو الماء، كونه المصدر الأساسي والرئيسي لترطيب الجسم. لكن هل يمكن أن يكون هناك بدائل أو مكملات غذائية ومشروبات تتفوق على الماء في فعالية ترطيب الجسم؟
الإجابة المفاجئة جاءت على لسان عدد من الأطباء وخبراء التغذية الذين يشيرون إلى وجود مشروبات وأطعمة يمكن أن تكون أكثر فاعلية من الماء وحده.
الحليب.. الخيار المثالي لترطيب يدوم طويلاً
أثارت تصريحات الطبيبة ماريا كوستا، وهي أخصائية تغذية إسبانية، اهتمامًا واسعًا بعد أن أكدت أن الحليب قد يكون خيارًا أفضل من الماء في بعض حالات الجفاف، خصوصًا خلال الأيام الحارة. حيث أوضحت كوستا أن الحليب يتميز بتركيبته الفريدة التي تجمع بين السكريات الطبيعية والبروتينات والدهون، ما يبطئ امتصاصه في الجسم وبالتالي يُبقي الجسم مرطبًا لفترة أطول مقارنة بشرب الماء فقط.
وتشير إلى أن وجود الصوديوم والبوتاسيوم بشكل طبيعي في الحليب يسهم أيضًا في تعويض الأملاح التي يفقدها الجسم عبر التعرق، وهي نقطة غالبًا ما يتم تجاهلها في حالات الترطيب التقليدي. وبذلك، فإن كوبًا من الحليب لا يوفر فقط الماء، بل يقدم أيضًا إلكتروليتات ضرورية للحفاظ على توازن سوائل الجسم.
لا يقتصر الأمر على الحليب الحيواني فقط، بل تؤكد الطبيبة أن البدائل النباتية مثل حليب الصويا أو اللوز تحتوي أيضًا على عناصر غذائية تساعد في الترطيب، مع كونها مناسبة لمن يعانون من حساسية اللاكتوز أو يتبعون نمط حياة نباتي.
المشروبات الساخنة.. فعالية مشروطة بالمناخ
على عكس المتوقع، تشير بعض الدراسات إلى أن المشروبات الساخنة قد تكون فعّالة في تبريد الجسم، وذلك رغم أنها تزيد الإحساس المؤقت بالحرارة.
في هذا السياق، يوضح البروفيسور أندرياس فلوغ من جامعة برلين أن شرب السوائل الساخنة مثل الشاي يُحفّز عملية التعرق، والتي تعد الوسيلة الطبيعية للجسم لتبريد نفسه.
عندما يتبخر العرق من سطح الجلد، تنخفض حرارة الجسم تلقائيًا، ما يمنح إحساسًا بالبرودة بعد فترة قصيرة. لكن هذا التأثير لا يكون فعالًا إلا في البيئات الجافة، حيث يمكن للعرق أن يتبخر بسرعة. أما في المناطق الرطبة، فيصبح التبخر أبطأ وقد لا يكون لهذا الأسلوب فائدة حقيقية.
الفواكه الغنية بالماء.. ترطيب طبيعي ومغذٍ
بالإضافة إلى السوائل، فإن تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الماء يُعتبر وسيلة رائعة وفعّالة للمساعدة على الترطيب. ومن أبرز هذه الأطعمة:
البطيخ: يحتوي على حوالي 92% من الماء، بالإضافة إلى مضادات أكسدة مثل الليكوبين.
الخيار: يُعد من أكثر الخضروات الغنية بالماء بنسبة تصل إلى 96%، كما أنه منخفض السعرات الحرارية.
الشمام، الفراولة، والبرتقال: تحتوي جميعها على نسبة مرتفعة من الماء، إضافة إلى فيتامينات ومعادن تساعد في دعم صحة الجسم.
إدخال هذه الفواكه ضمن النظام الغذائي اليومي يساهم في ترطيب الجسم بفعالية، خاصة عندما تُتناول كوجبة خفيفة أو تضاف إلى سلطة باردة.
ماء جوز الهند وعصائر الفواكه المخففة
من المشروبات التي تحظى بإشادة واسعة من خبراء التغذية أيضًا، ماء جوز الهند، وهو مشروب طبيعي غني بالإلكتروليتات مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم، ويتميز بقدرته على إعادة توازن السوائل في الجسم بعد التعرق، ما يجعله خيارًا مثاليًا للرياضيين والأشخاص النشطين بدنيًا.
عصائر الفواكه الطازجة المخففة بالماء تمثل خيارًا جيدًا كذلك، لكن يُنصح دائمًا بتجنب العصائر الصناعية المليئة بالسكر المُضاف، حيث أن السكر الزائد قد يساهم في زيادة الجفاف بدلاً من علاجه.
نصائح الوقاية من الجفاف خلال الصيف
بحسب منظمة الصحة العالمية، فإن موجات الحر الشديد تشكل تهديدًا مباشرًا للصحة، ويجب التعامل معها بوعي وحرص، لا سيما عند كبار السن والأطفال والعاملين في الهواء الطلق.
وفيما يلي أبرز النصائح لتفادي الجفاف:
الترطيب المستمر: لا تنتظر الشعور بالعطش، بل اشرب الماء أو السوائل الصحية على فترات منتظمة.
الابتعاد عن الشمس: تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس خلال ساعات الذروة (من 12 ظهرًا إلى 4 مساءً).
ارتداء ملابس خفيفة: يُفضل ارتداء الملابس القطنية الفاتحة والفضفاضة.
البقاء في الظل أو الأماكن المكيفة: خصوصًا للفئات الأكثر عرضة للخطر.
تناول وجبات خفيفة ومرطبة: مثل السلطات، والفواكه، والخضروات الغنية بالماء.
الانتباه لأعراض الجفاف: مثل الدوخة، الصداع، جفاف الفم، ضعف التركيز، وهي مؤشرات تستدعي التدخل فورًا.
في ظل ارتفاع درجات الحرارة وموجات الحر المتكررة، الترطيب لم يعد مجرد خيار بل ضرورة يومية للحفاظ على الصحة والحيوية. ورغم أن الماء يظل الخيار الأساسي والأكثر أهمية، إلا أن هناك مشروبات وأطعمة تتفوق عليه في قدرتها على الاحتفاظ بالسوائل داخل الجسم لفترات أطول.
الحليب، ماء جوز الهند، الفواكه الطازجة، وحتى المشروبات الساخنة، كلها خيارات يمكن دمجها ضمن النظام الغذائي اليومي لدعم الجسم خلال الصيف. وبينما تختلف الحاجة من شخص لآخر، يبقى الوعي بأساليب الترطيب السليمة هو خط الدفاع الأول في مواجهة الجفاف ومخاطره الصحية.