أطعمة تقوي الأمعاء وتحسن الهضم اعرف الأكثر فائدة لجهازك الهضمي . أكد الدكتور “ألكسندر مياسنيكوف” المتخصص في الطب الباطني، أن صحة الأمعاء ليست مجرد مسألة هضم، بل ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالحالة الصحية العامة للإنسان، وعلى وجه الخصوص بكفاءة عمل جهاز المناعة.
فالأمعاء لا تُعد فقط ممرًا للغذاء، بل مركزًا حساسًا يدير العديد من العمليات الحيوية، ويحتضن مليارات البكتيريا النافعة التي تلعب دورًا حيويًا في حماية الجسم من الأمراض. وفي هذا السياق، قدم الدكتور مياسنيكوف مجموعة من النصائح الغذائية التي تسهم في تعزيز صحة الأمعاء وتحسين أدائها.
أولًا: الألياف.. القاعدة الذهبية لصحة الأمعاء
تلعب الألياف دورًا جوهريًا في دعم حركة الأمعاء وتنظيم عملية الهضم، كما أنها تشكل بيئة مناسبة لنمو البكتيريا المفيدة (الميكروبيوم). وتتوفر الألياف الغذائية بكثرة في:
الخضروات: مثل البروكلي الغني بمضادات الأكسدة، والجزر المعروف بخصائصه المهدئة للأمعاء، والشمندر الذي يعزز تدفق الدم ويحسن الهضم.
الفاكهة: التفاح، الكمثرى، والبرقوق، كلها مصادر رائعة للألياف القابلة للذوبان التي تساهم في تحسين حركة الأمعاء.
الثمار البرية: التوت البري والعنبية الآسية، وهما من أقوى مضادات الالتهاب الطبيعية التي تدعم التوازن البكتيري داخل الجهاز الهضمي.
الحبوب الكاملة: مثل دقيق الشوفان، الحنطة السوداء، والأرز البني، التي تساهم في تقليل خطر الإمساك.
البقوليات: كالعدس، الفاصوليا، والحمص، والتي تحتوي على كميات كبيرة من الألياف والبروتين معًا، ما يعزز الشعور بالشبع ويُنظم حركة الأمعاء.
ثانيًا: منتجات الألبان المخمرة.. مصدر للبروبيوتيك
أشار مياسنيكوف إلى أن البروبيوتيك أو البكتيريا المفيدة، هي العامل الأساسي في حماية جدار الأمعاء وتقوية المناعة. ويمكن الحصول عليها بشكل طبيعي من:
الزبادي الطبيعي غير المحلى، والذي يحتوي على سلالات حية من البكتيريا المفيدة.
اللبن الرائب، الذي يعزز من عملية التمثيل الغذائي.
مخلل الملفوف، وهو من أكثر الأغذية المخمرة فاعلية في دعم التنوع البكتيري داخل الأمعاء.
تناول هذه المنتجات بانتظام يسهم في تقوية بطانة الأمعاء، والتقليل من خطر الالتهابات المزمنة.
ثالثًا: البريبيوتيك.. الغذاء الأساسي للبروبيوتيك
في حين أن البروبيوتيك يمثل البكتيريا المفيدة، فإن البريبيوتيك هو الغذاء الذي تحتاجه تلك البكتيريا لتنمو وتتكاثر. ومن أبرز مصادر البريبيوتيك:
البصل والثوم: غنيان بالفركتان، وهي نوع من الألياف التي تغذي البكتيريا النافعة.
الهليون: يحتوي على نسبة عالية من الإينولين الذي يُعزز نمو البكتيريا المفيدة.
دوار الأرض الدرني (الخرشوف المقدسي): مصدر غني بالألياف الطبيعية.
الموز غير الناضج: يحتوي على نشا مقاوم يساعد على تحسين بيئة الأمعاء.
الشوفان: أحد أهم مصادر البيتا جلوكان، والتي لها تأثير إيجابي مباشر على صحة القولون.
إدخال هذه العناصر ضمن النظام الغذائي اليومي، يُحدث فارقًا واضحًا في صحة الجهاز الهضمي، ويعزز التوازن الميكروبي الداخلي.
رابعًا: الماء.. العنصر الذي لا غنى عنه
الماء ليس مجرد مشروب يروي العطش، بل هو عنصر أساسي في تعزيز حركة الأمعاء. فشرب كميات كافية من المياه النظيفة يوميًا:
يُسهل من مرور الفضلات داخل الأمعاء.
يُساعد في تجنب الإصابة بالإمساك.
يُعزز امتصاص العناصر الغذائية المختلفة.
ونبّه الدكتور مياسنيكوف إلى أن قلة شرب الماء تُعد من أبرز أسباب اضطرابات الهضم، خاصة لدى كبار السن.
خامسًا: الدهون الصحية.. لتليين الأمعاء
لا تعني كلمة “دهون” بالضرورة شيء ضار، فهناك دهون مفيدة وضرورية لصحة الجهاز الهضمي، خاصة تلك الموجودة في:
زيت الزيتون: يحتوي على مضادات أكسدة طبيعية مثل الأوليوروبين.
زيت بذور الكتان: غني بأحماض أوميغا 3 التي تقلل من التهابات الأمعاء وتحسن مرونتها.
إضافة كمية معتدلة من هذه الزيوت إلى الوجبات اليومية تساهم في تعزيز حركة الأمعاء وتخفيف الانقباضات المؤلمة.
توصيات نهائية من الخبراء
اختتم الدكتور مياسنيكوف توصياته بالتأكيد على أهمية تضمين هذه المنتجات الغذائية ضمن النظام الغذائي اليومي، مع مراعاة التوازن والتنوع في الوجبات، مشيرًا إلى أن مجرد تناول هذه الأطعمة مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع كفيل بإحداث فرق كبير في الصحة العامة.
كما حذر من الاعتماد على المكملات دون استشارة طبية، موضحًا أن الغذاء الطبيعي يبقى هو الخيار الأمثل والأكثر أمانًا.
للحفاظ على صحة أمعائك وجهازك الهضمي، لا تنتظر حتى تشعر بالأعراض أو الانزعاجات، بل ابدأ من الآن بإدخال هذه الأطعمة المفيدة إلى روتينك الغذائي، واستمتع بجهاز هضمي قوي ومناعة متزنة.