أسواق الأرز في مصر تشهد استقرارًا مع فائض مليون طن . توفر الأرز في الأسواق المصرية: فائض كبير مع إقبال شديد قبيل شهر رمضان أكد الدكتور حمدي موافي، مدير المشروع القومي لتطوير الأرز بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، أن محصول الأرز متوفر بكثرة في الأسواق المصرية، مع فائض يقدر بنحو مليون طن عن حاجة الاستهلاك المحلي.
وأوضح “موافي” في تصريحات خاصة أن الأرز يتوافر بكميات كبيرة في السوبر ماركت والهايبر ماركت، مشيرًا إلى الإقبال الشديد من المواطنين على شراء الأرز قبل شهر رمضان المبارك، وذلك استعدادًا لتعبئة شنطة رمضان والتخزين لموائد الرحمن.
إنتاج الأرز في مصر وتوافره في الأسواق
وقال “موافي” إن موسم الأرز الحالي شهد إنتاجًا وفيرًا، حيث بلغ الإنتاج الكلي من محصول الأرز للموسم المنقضي حوالي 6.5 مليون طن شعير، وهو ما يعادل 4.5 مليون طن من الأرز الأبيض. وأكد أنه من إجمالي هذا الإنتاج، يتم استهلاك نحو 3.5 مليون طن من الأرز لتلبية احتياجات المواطنين في جميع أنحاء البلاد، بينما يظل هناك فائض يقدر بحوالي مليون طن، وهو ما يعكس قدرة القطاع الزراعي على تلبية احتياجات السوق المحلي وأيضًا الوفاء بمتطلبات الوافدين من خارج البلاد.
الطلب على الأرز قبيل رمضان وارتفاع الأسعار
وأشار الدكتور حمدي موافي إلى أن الأرز شهد طلبًا مرتفعًا في الفترة الحالية نتيجة لاستعدادات شهر رمضان، حيث يسعى المواطنون لتخزين الأرز من أجل تعبئة شنطة رمضان وتخزينه لموائد الرحمن. هذا الإقبال الكبير على شراء الأرز قبل رمضان يعد من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى زيادة حركة البيع والشراء في الأسواق، وهو ما يترتب عليه تحريك الأسعار من قبل التجار، الذين يستغلون هذه الظروف في رفع أسعار الأرز.
وأوضح أن شركات القطاع الخاص تقوم بالحصول على الأرز من المضارب بسعر يتراوح حول 27 جنيهًا للكيلو، ثم تقوم بتعبئته ليُباع في الأسواق بأسعار أعلى تصل إلى 35 جنيهًا للكيلو، مع وجود نسبة كسر تصل إلى 3%. في المقابل، يُباع الأرز الذي لا يحتوي على أي كسر بأسعار تتراوح حول 24 جنيهًا للكيلو في محطات الإنتاج التابعة لوزارة الزراعة أو من خلال المزارعين مباشرة.
تأثير التخزين على سوق الأرز
وأضاف “موافي” أن السوق يشهد هذه الأيام عملية سحب كبيرة للأرز بسبب تخزينه استعدادًا لشهر رمضان، ما يساهم في تحريك الأسعار نتيجة للطلب المتزايد. وأكد أن هذه العوامل تجعل الأسعار تتذبذب في بعض الأحيان، مما يتطلب مراقبة مستمرة للسوق لضمان استقرار الأسعار وحفاظها على مستوى معقول من الأسعار يتناسب مع قدرة المواطنين على شرائها.
أزمة الأسعار ودور وزارة الزراعة
وتحدث الدكتور حمدي موافي عن دور وزارة الزراعة في تنظيم سوق الأرز، حيث تقوم الوزارة بتقديم الأرز للمستهلكين بأسعار مناسبة من خلال محطات الإنتاج التابعة لها، وهو ما يساهم في ضمان توافر الأرز بجودة عالية وبأسعار لا تتجاوز قدرة المستهلكين. وأوضح أن هذا النوع من التدخل الحكومي يهدف إلى تجنب استغلال بعض التجار للظروف الحالية في رفع الأسعار بشكل غير مبرر.
وأضاف أنه بالرغم من وجود تفاوت في الأسعار بين المحطات التجارية والصناعية، إلا أن الوزارة تعمل بشكل مستمر لضمان توفير الأرز في الأسواق بأعلى كفاءة وأقل تكلفة، بما يساهم في تخفيف العبء عن المواطنين خلال الفترة الحالية التي تسبق شهر رمضان.
التوقعات المستقبلية لسوق الأرز في مصر
أكد “موافي” أن وزارة الزراعة تستمر في مراقبة تطورات سوق الأرز عن كثب، مع وضع خطط لتأمين استقرار الأسعار وزيادة الإنتاج المحلي خلال الفترات القادمة. وتعمل الوزارة على دعم الفلاحين والمزارعين لزيادة إنتاج الأرز المحلي وضمان استدامة الإنتاج بشكل سنوي.
كما نوه إلى أن الحكومة المصرية تعمل على زيادة مساحات الأراضي المزروعة بالأرز من خلال تطبيق استراتيجيات زراعية جديدة تساعد على زيادة الإنتاج وتلبية احتياجات السوق المحلي، إضافة إلى استغلال الفائض لتلبية احتياجات الأسواق الخارجية.
في ظل توافر الأرز بكميات كبيرة في الأسواق المصرية، ومع الفائض الكبير الذي يصل إلى نحو مليون طن، تبقى الأسعار عرضة للمتغيرات بسبب عوامل عدة مثل الإقبال المرتفع من المواطنين على شراء الأرز استعدادًا لشهر رمضان، إضافة إلى تلاعب بعض التجار بالأسعار.
ومع استمرار وزارة الزراعة في توفير الأرز بأسعار مناسبة، يبقى الأمل في الحفاظ على استقرار الأسعار في الفترة المقبلة من خلال التنسيق مع مختلف الجهات المعنية والمزارعين لضمان تلبية احتياجات السوق المحلية بشكل مستمر.