أسعار هدايا تيك توك بالجنيه بعد حملة ضبط مشاهير التطبيق . في أعقاب الحملة الأمنية التي شنتها وزارة الداخلية المصرية لضبط المحتوى المخالف على منصة تيك توك، عاد الجدل مجددًا حول هدايا البث المباشر التي يتلقاها صناع المحتوى عبر التطبيق. تلك الهدايا الرقمية التي يرسلها المتابعون خلال “اللايفات”، تمثل في الواقع مصدرًا مهمًا للدخل بالنسبة للعديد من المؤثرين، وخاصة من بات يُعرف إعلاميًا بـ”مشاهير التيك توك”.
وبعد القبض على عدد من هؤلاء المؤثرين بتهم تتعلق ببث محتوى منافٍ للآداب أو خادش للحياء أو مخالف للقيم المجتمعية، ارتفعت عمليات البحث والاستفسار حول كيفية عمل نظام الهدايا داخل التطبيق، وكم تبلغ قيمتها الفعلية بالعملة المحلية، وهل بالفعل يمكن لشخص أن يربح آلاف الجنيهات يوميًا بمجرد تلقيه رموزًا رقمية من متابعيه؟
هذه الأسئلة باتت تتردد بكثرة، خاصة بعد أن انتشرت صور ومقاطع لمحتوى غير لائق تزامنًا مع إعلانات عن أرباح ضخمة لصناع هذا المحتوى، دفعت السلطات إلى التحرك، وتسببت في إدراج أسماء مثل “سوزي الأردنية” و”شاكر محظور” وغيرهم في قوائم التحقيق والملاحقة.
كيف تعمل هدايا تيك توك؟ ومن يدفع لمن؟
نظام الهدايا داخل تيك توك يعمل بطريقة افتراضية لكنها مربحة. يقوم المستخدم بشراء عملات رقمية باستخدام بطاقات الدفع أو المحافظ الإلكترونية، ثم يستخدم هذه العملات لإرسال هدايا افتراضية لصانع المحتوى أثناء البث المباشر، تعبيرًا عن الإعجاب أو الدعم.
لكن على الرغم من الطابع الرقمي لهذه الهدايا، إلا أنها تتحول إلى أرباح حقيقية يمكن سحبها. المنصة تحتفظ بنسبة من الأرباح، قد تصل إلى 50% أو أكثر، ويستلم الباقي صانع المحتوى في حسابه الخاص، بعد بلوغ حد أدنى معين للسحب.
هذه الآلية حفزت العديد من صناع المحتوى لتكثيف البث المباشر، بل وجعلت البعض يلجأ إلى إثارة الجدل أو تقديم محتوى صادم أو غير لائق من أجل جذب أكبر عدد من المتابعين، وزيادة فرص تلقي الهدايا، خاصة أن بعضها يحمل قيمة مالية كبيرة.
أغلى هدايا تيك توك.. من اليونيفيرس إلى الوردة
تختلف هدايا تيك توك في قيمتها بحسب شكلها وتأثيرها البصري، وبعضها يحمل رموزًا ضخمة ومرغوبة. فعلى سبيل المثال، تأتي هدية “اليونيفيرس” كأغلى الهدايا على الإطلاق، حيث تبلغ قيمتها أكثر من ثلاثين ألف جنيه مصري، أي ما يعادل حوالي 630 دولارًا.
كذلك هناك هدية “الأسد”، والتي تعد من أكثر الهدايا شهرة في البث المباشر، وتصل قيمتها إلى عشرين ألف جنيه مصري، أي حوالي 412 دولارًا.
أما هدية “الحوت”، فهي واحدة من الرموز الفاخرة أيضًا، وتبلغ قيمتها نحو 7500 جنيه مصري، أو ما يعادل 154 دولارًا تقريبًا.
ولا تقتصر الهدايا على الرموز الكبرى، بل هناك رموز أبسط يستخدمها المتابعون بكثرة، مثل “الوردة”، والتي تبلغ قيمتها نحو 22 جنيهًا، و”بالون الحب” الذي يكلف حوالي 490 جنيهًا، و”الشاي” الذي يصل إلى 506 جنيهات.
أيضًا نجد هدايا ذات طابع فني أو ترفيهي مثل “موسيقى الروك” التي تبلغ حوالي 582 جنيهًا، و”خاتم حب ألماس” الذي يصل إلى ما يقارب 600 جنيه، و”نظارة شمسية” بسعر 385 جنيهًا.
ومن الهدايا الأخرى ذات القيمة المتوسطة يمكن الإشارة إلى “أرجوحة شبكية” بسعر 778 جنيهًا، و”درع ألماس” بنحو 808 جنيهات، و”دراجة نارية” تبلغ قيمتها حوالي 639 جنيهًا، إضافة إلى “قارب سريع” و”ألعاب نارية” وكل منهما يقارب 508 جنيهات.
حتى الهدايا الرمزية مثل “حب القلب” والتي تساوي حوالي 24 جنيهًا، و”فراشة تيك توك” التي تُرسل كثيرًا رغم أنها لا تتجاوز 83 جنيهًا، تساهم جميعها في رفع رصيد البلوجر تدريجيًا وتحقيق دخل منتظم.
لماذا تحظى الهدايا باهتمام السلطات؟
بسبب ارتفاع الأرباح التي تدرها هذه الهدايا، أصبح تيك توك مصدر دخل رئيسي لمئات من صناع المحتوى في مصر، وأصبح الكثير منهم يتعامل مع البث اليومي كمهنة وليست مجرد هواية. لكن مع تزايد الانتقادات للمحتوى غير اللائق أو المحرض على سلوكيات مرفوضة اجتماعيًا، تدخلت وزارة الداخلية وأطلقت حملات أمنية لضبط التجاوزات الرقمية.
وكان من بين أبرز المقبوض عليهم خلال الفترة الأخيرة مجموعة من المؤثرين، على رأسهم سوزي الأردنية، وشاكر محظور، ومداهم، وأم سجدة، وأم مكة. وقد وُجهت إليهم اتهامات تتعلق بالإخلال بالآداب العامة، وتقديم محتوى غير مناسب، والتحريض على الفجور، بل وصلت بعض الاتهامات إلى حيازة المخدرات أو أسلحة غير مرخصة.
هذه الحملة لم تستهدف فقط ضبط الخارجين عن القانون، بل تهدف أيضًا إلى تنظيم المحتوى الذي يتعرض له ملايين المستخدمين، لا سيما من فئة الأطفال والمراهقين.
أرباح طائلة.. لكن إلى أين يتجه تيك توك؟
في ظل استمرار الأزمة، يدور تساؤل مهم حول مستقبل تطبيق تيك توك في مصر. هل ستستمر الدولة في مراقبة المحتوى وملاحقة المخالفين؟ وهل هناك اتجاه لتقييد نظام الهدايا أو فرض ضرائب على الأرباح؟
كل هذه الأسئلة مطروحة الآن، خاصة أن أرباح صناع المحتوى من تيك توك قد تفوق بكثير دخل وظائف تقليدية. البعض يربح يوميًا آلاف الجنيهات، فقط من خلال تفاعل المتابعين وإرسال الهدايا.
لكن بالمقابل، هناك خطر حقيقي من تحول المنصة إلى بيئة خصبة للمحتوى المبتذل، ما لم تكن هناك ضوابط صارمة. ولذا تتعامل السلطات الآن مع “تيك توك” كمسألة أمن مجتمعي، وليس فقط وسيلة ترفيه.
فيمكن القول إن أسعار هدايا تيك توك لم تعد مجرد أرقام رقمية، بل أصبحت مؤشرًا اقتصاديًا واجتماعيًا مهمًا. فهي تكشف عن سلوكيات الجمهور، وطرق كسب الرزق الجديدة، والتحديات التي تواجه الحكومات في تنظيم الفضاء الرقمي. وإذا كان هذا النظام مربحًا بالفعل، فإن تنظيمه بحكمة قد يكون الطريق نحو محتوى هادف ومسؤول يحقق التوازن بين الحرية والاحترام.