وتأتي هذه المتابعة المتزايدة بعد إعلان الحكومة تأجيل اجتماع لجنة التسعير التلقائي للمواد البترولية الذي كان من المقرر انعقاده خلال يوليو الماضي، وتم ترحيله رسميًا إلى أكتوبر 2025، وهو ما أثار اهتمام المتابعين لمعرفة تأثير القرار على الأسعار الحالية في محطات الوقود.
وكان الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، قد صرّح في وقت سابق بأن الحكومة قررت تأجيل اجتماع اللجنة لمدة 3 أشهر، كجزء من حزمة إجراءات تهدف إلى تخفيف الأعباء عن المواطنين، خاصة في ظل ما يشهده الاقتصاد العالمي من تقلبات، وارتفاعات في أسعار الطاقة، واضطرابات في سلاسل التوريد.
أسعار البنزين اليوم في مصر الأحد 3 أغسطس 2025
وفق آخر التحديثات المعلنة، جاءت أسعار البنزين في السوق المحلية كما يلي:
سعر لتر البنزين 95 أوكتان: 19 جنيهًا
سعر لتر البنزين 92 أوكتان: 17.25 جنيهًا
سعر لتر البنزين 80 أوكتان: 15.75 جنيهًا
وتُطبق هذه الأسعار رسميًا في جميع محطات الوقود بجميع محافظات الجمهورية، في ظل رقابة مشددة من الجهات المعنية للتأكد من التزام المحطات بتطبيق التسعيرة المحددة دون زيادة أو تلاعب.
أسعار السولار والمازوت وغاز السيارات اليوم
لم تقتصر القائمة المعلنة على أسعار البنزين فقط، بل شملت أيضًا باقي أنواع الوقود الحيوية، حيث جاءت كالتالي:
سعر لتر السولار: 15.5 جنيهًا
سعر الغاز الطبيعي المُستخدم لتموين السيارات: 7 جنيهات للمتر المكعب
سعر طن المازوت (للمصانع غير كثيفة الاستهلاك): 10500 جنيه
تسري هذه الأسعار على كافة القطاعات الإنتاجية والاستهلاكية المعنية، مع استثناءات تخص المصانع كثيفة الاستهلاك للطاقة التي تُعامل بأسعار مختلفة حسب نوع النشاط ونسبة الدعم المُقدمة لها.
سبب تأجيل اجتماع لجنة التسعير التلقائي
يُعد قرار الحكومة بتأجيل اجتماع لجنة التسعير التلقائي أحد الإجراءات المهمة التي تم اتخاذها خلال الفترة الأخيرة، لما له من أثر مباشر على تحديد أسعار الوقود. وتعقد اللجنة بشكل ربع سنوي (كل 3 أشهر) في الأشهر التالية: يناير، أبريل، يوليو، وأكتوبر، بهدف تقييم الوضع المحلي والدولي لسوق الطاقة، وبناءً على نتائج هذه الدراسة يتم اتخاذ قرار بتثبيت أو تعديل الأسعار.
وبحسب المعادلة السعرية المعتمدة من اللجنة، فإن الأسعار تُحدد بناءً على:
متوسط أسعار خام برنت عالميًا خلال الأشهر الثلاثة السابقة
تكلفة الإنتاج المحلي والنقل والتوزيع
سعر صرف الجنيه مقابل الدولار الأمريكي
الظروف الاقتصادية الداخلية ومعدلات التضخم
وقد بررت الحكومة تأجيل الاجتماع الأخير برغبتها في تحقيق نوع من الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، خاصة في ظل تداعيات الحرب الجيوسياسية العالمية، وارتفاع التضخم، وضغوط الأسعار التي يتعرض لها المواطن المصري.
تأكيد حكومي بعدم رفع الأسعار قبل أكتوبر
في هذا السياق، أكّد المستشار محمد الحمصاني، المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء، خلال تصريحات تليفزيونية حديثة، أن الحكومة لن ترفع أسعار الوقود والمحروقات حتى أكتوبر المقبل، وأن الأسعار الحالية ستظل سارية حتى انعقاد اجتماع اللجنة في شهر أكتوبر 2025.
وأضاف الحمصاني أن الهدف من تأجيل الاجتماع هو “إعطاء فرصة للأسواق كي تستقر”، ومراعاة التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية التي قد تترتب على أي تعديل في أسعار البنزين والسولار خلال هذه الفترة الحرجة.
تأثير أسعار الوقود على الاقتصاد والمواطن
تلعب أسعار البنزين والسولار دورًا محوريًا في التأثير على منظومة الأسعار بشكل عام، بدءًا من تكاليف النقل والمواصلات، مرورًا بـ أسعار السلع الغذائية والاستهلاكية، وصولًا إلى كلفة التشغيل في المصانع. وأي زيادة في أسعار الوقود تنعكس بشكل مباشر على القوة الشرائية للمواطن.
لكن في الوقت ذاته، تشير الحكومة إلى أنها تتبع سياسة تحرير جزئي لأسعار الطاقة وفقًا لتوصيات صندوق النقد الدولي، مع الحفاظ على مظلة اجتماعية لحماية الفئات غير القادرة عبر برامج مثل “تكافل وكرامة” ودعم السلع التموينية.
ما المتوقع في الاجتماع المقبل؟
بحلول أكتوبر 2025، ستعود لجنة التسعير التلقائي للمواد البترولية للاجتماع مجددًا، وسط ترقب حذر من جانب المواطنين والمستثمرين. وسيتوقف قرار اللجنة حينها على عدة مؤشرات أهمها:
مستويات أسعار النفط العالمية
تطورات سعر صرف الجنيه
الأوضاع الاقتصادية محليًا، خاصة معدلات التضخم والنمو
الالتزامات الدولية المتعلقة ببرنامج الإصلاح الاقتصادي
وبناءً على تلك المعطيات، قد تقرر اللجنة حينها إما الإبقاء على الأسعار الحالية، أو إجراء تعديل جزئي وفقًا لما تراه مناسبًا للظروف الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.