أسعار النفط ترتفع اليوم الاثنين بسبب مخاوف توقف الإمدادات الروسية . شهدت أسعار النفط في مستهل تعاملات اليوم الاثنين ارتفاعًا ملحوظًا، مع تصاعد المخاوف بشأن احتمال تعطل الإمدادات الروسية نتيجة الأحداث الأخيرة في أوكرانيا.
وتأتي هذه الزيادة وسط حالة من الترقب في الأسواق العالمية، حيث يراقب المستثمرون عن كثب أي تطورات قد تؤثر على تدفق النفط والغاز من روسيا، التي تعد واحدة من أكبر منتجي النفط في العالم.
ويأتي ارتفاع أسعار النفط في وقت يعزز فيه توقع خفض أسعار الفائدة الأمريكية النظرة المستقبلية للنمو العالمي، ويحفز المستثمرين على إعادة تقييم الطلب على الوقود، مما يخلق مزيجًا من العوامل التي تؤثر على الأسعار بشكل مباشر.
تفاصيل الارتفاع في الأسعار
بحلول الساعة 00:50 بتوقيت جرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 6 سنتات أو بنسبة 0.09% لتصل إلى 67.79 دولار للبرميل، بينما زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأمريكي الوسيط 9 سنتات أو بنسبة 0.14% لتسجل 63.75 دولار للبرميل.
ويعكس هذا الارتفاع التوترات الجيوسياسية في المنطقة، إضافة إلى مخاوف المستثمرين من أي تأثير محتمل على الإمدادات الروسية، خصوصًا بعد الهجمات الأخيرة التي شنتها أوكرانيا على المنشآت النفطية والطاقة الروسية.
الهجمات الأوكرانية وتأثيرها على السوق
أفادت التقارير بأن أوكرانيا شنت هجومًا بطائرات مسيّرة على روسيا يوم الأحد، أدى إلى انخفاض حاد في سعة مفاعل بإحدى أكبر محطات الطاقة النووية الروسية. كما أشعل الهجوم حريقًا هائلًا في محطة أوست-لوجا لتصدير الوقود، وهو ما أثار القلق بشأن تعطّل محتمل للإمدادات النفطية.
بالإضافة إلى ذلك، استمر حريق في مصفاة نوفوشاختينسك الروسية نتيجة هجوم أوكراني بطائرات مسيرة لليوم الرابع على التوالي، وفق تصريحات مسؤولين محليين. ويعكس هذا الوضع المخاطر المتزايدة التي تواجه البنية التحتية النفطية في روسيا، مما قد يؤدي إلى زيادة الضغط على الأسعار عالميًا.
آراء المحللين والمستثمرين
قال توني سيكامور، محلل السوق لدى آي جي، إن “نجاح أوكرانيا في استهداف البنية التحتية النفطية الروسية يزيد من المخاطر بالنسبة للنفط الخام ويخلق ضغوطًا صاعدة على الأسعار.”
من جانبه، أشار جيه.دي فانس، نائب الرئيس الأمريكي، إلى أن روسيا قدّمت “تنازلات كبيرة” في سبيل تسوية تفاوضية في حربها مع أوكرانيا، إلا أن الوضع لا يزال متوترًا.
وفي سياق متصل، جدد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يوم الجمعة تهديداته بفرض عقوبات إضافية على روسيا إذا لم يتم إحراز تقدم نحو تسوية سلمية خلال أسبوعين، وهو ما يضيف بعدًا آخر للتوترات الجيوسياسية المؤثرة على السوق.
تأثير السياسة النقدية الأمريكية على أسعار النفط
زاد إقبال المستثمرين على المخاطرة بعد أن أشار رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي، جيروم باول، يوم الجمعة إلى احتمال خفض أسعار الفائدة في اجتماع البنك المركزي الأمريكي المقبل. ويعتبر خفض الفائدة عاملاً محفزًا للنمو الاقتصادي، مما يزيد من الطلب على الطاقة ويؤثر إيجابيًا على أسعار النفط عالميًا.
وبالتالي، يجتمع تأثير السياسة النقدية الأمريكية مع المخاطر الجيوسياسية لتعزيز التوقعات الصعودية للنفط، وهو ما يجعل السوق أكثر تقلبًا ويزيد من اهتمام المستثمرين بتتبع أي تطورات جديدة.
الاستنتاج
في المجمل، تعكس حركة أسعار النفط اليوم الاثنين مزيجًا من العوامل الجيوسياسية والاقتصادية. فالهجمات الأوكرانية على المنشآت النفطية الروسية، إلى جانب التوقعات المتعلقة بخفض أسعار الفائدة الأمريكية، شكلت معًا ضغطًا صاعدًا على الأسعار، بينما يراقب المستثمرون عن كثب أي تطورات جديدة قد تؤثر على تدفق الإمدادات العالمية.
وتظل الأسواق النفطية في حالة ترقب دائم، مع استمرار المخاوف من أي تعطّل محتمل للإمدادات الروسية، وهو ما قد يؤدي إلى تقلبات إضافية في الأسعار خلال الأيام المقبلة.