أسعار النفط العالمية ترتفع على وقع التوترات شرق أوروبا . واصلت أسعار النفط العالمية ارتفاعها مع بداية تعاملات الأسبوع، اليوم الإثنين 15 سبتمبر 2025، وسط حالة من الترقب والقلق في الأسواق الدولية بشأن احتمالية حدوث اضطرابات في الإمدادات.
ويأتي هذا الصعود مدفوعًا بتصاعد الهجمات الأوكرانية بالطائرات المسيّرة ضد البنية التحتية الروسية للطاقة، وهو ما أثار مخاوف المستثمرين من أن تمتد تداعيات هذه العمليات إلى تعطل عمليات التصدير والإنتاج في واحدة من أكبر الدول المنتجة للنفط عالميًا.
تحركات أسعار النفط العالمية
بحسب بيانات وكالة رويترز، ارتفع خام برنت القياسي بنسبة 0.5% أو ما يعادل 36 سنتًا، ليصل إلى 67.35 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 06:32 صباحًا بتوقيت غرينتش. وفي السياق ذاته، صعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنسبة 0.6% ليسجل 63.05 دولارًا للبرميل.
وكان الخامان قد أنهيا تعاملات الأسبوع الماضي على مكاسب تجاوزت 1%، مدفوعة باستمرار التوترات الجيوسياسية وتكثيف كييف هجماتها ضد منشآت الطاقة الروسية. ويُنظر إلى هذا الاتجاه باعتباره مؤشراً على أن المخاطر الجيوسياسية أصبحت لاعبًا رئيسيًا في تحديد مسار الأسعار خلال الفترة الحالية.
الهجمات على المنشآت الروسية
الهجمات الأخيرة شملت استهداف ميناء بريمورسك، الذي يُعد أكبر محطة لتصدير النفط الروسي بطاقة تصل إلى مليون برميل يوميًا، بالإضافة إلى مصفاة كيريشينفت أورغسينتيز بطاقة إنتاجية تقارب 355 ألف برميل يوميًا، أي ما يعادل أكثر من 6% من إجمالي الإنتاج الروسي.
ويرى محللو بنك جي بي مورغان أن هذه الهجمات تعكس “تصاعد الرغبة في تعطيل أسواق الطاقة الدولية”، في حين حذرت مؤسسة آي جي ماركتس من “مخاطر صعودية كبيرة على الأسعار إذا استمرت أوكرانيا في استهداف منشآت التصدير”.
انعكاسات على سوق الطاقة العالمي
أثارت هذه التطورات قلقًا واسعًا في الأسواق العالمية، إذ أن روسيا تُعد من أكبر موردي النفط والغاز إلى أوروبا وآسيا. ويعني أي تعطل في إمداداتها احتمالية حدوث فجوة في السوق العالمية، بما قد يدفع الأسعار إلى مستويات أعلى، خاصة مع توقعات بزيادة الطلب في الربع الأخير من العام تزامنًا مع دخول فصل الشتاء.
في المقابل، حاولت السلطات الروسية طمأنة الأسواق، حيث أكد مسؤولون أن بعض الشركات النفطية في الأقاليم ستواصل الإنتاج عند مستوياتها الطبيعية، في محاولة للحفاظ على تدفق الخام وتقليل حدة المخاوف. إلا أن هذه التصريحات لم تكن كافية لتهدئة الأسواق، في ظل استمرار المخاطر الأمنية المحيطة بمنشآت التكرير والتصدير.
الضغوط السياسية والعقوبات
لم تقتصر التحديات على الجانب العسكري فقط، بل زادت الضغوط السياسية مع تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي جدد تهديده بفرض عقوبات جديدة على روسيا، داعيًا أوروبا إلى اتخاذ إجراءات موازية لمواجهة ما وصفه بـ”التصعيد الخطير”. ومن شأن أي عقوبات إضافية أن تعمّق الأزمة وتزيد من احتمالات تراجع الصادرات الروسية للأسواق العالمية.
يرى محللون أن أسعار النفط مرشحة لمزيد من الارتفاع إذا استمرت التوترات في التصاعد. فالتجارب السابقة تشير إلى أن أي اضطرابات في الإمدادات – حتى ولو مؤقتة – غالبًا ما تدفع المستثمرين إلى المضاربة ورفع الأسعار بشكل أكبر.
كما يُتوقع أن تؤدي هذه التطورات إلى زيادة الضغوط على منظمة أوبك+ لمراجعة سياساتها الإنتاجية، حيث قد تجد بعض الدول الأعضاء نفسها مطالبة بزيادة الإنتاج لتعويض أي نقص محتمل في الصادرات الروسية.
تأثير محتمل على الاقتصاد العالمي
ارتفاع أسعار النفط لا يقتصر أثره على الدول المستوردة فقط، بل ينعكس على مستويات التضخم عالميًا، إذ يؤدي إلى زيادة تكلفة النقل والطاقة والصناعة. وهو ما قد يشكل عبئًا إضافيًا على الاقتصادات الناشئة والنامية التي تعاني بالفعل من ضغوط مالية بسبب تقلبات أسعار السلع الأساسية.