حالة من الهدوء النسبي في أسعار النحاس، وذلك في ظل استقرار ملحوظ لعوامل السوق الأساسية، وعلى رأسها توازن العرض والطلب، واستقرار تكاليف الإنتاج والطاقة، ما ساهم في ثبات الأسعار عند مستويات معتدلة نسبياً مقارنة بالفترات السابقة.
أسعار النحاس في الأسواق المحلية اليوم
وفقاً لبيانات السوق المحلية، فقد سجل سعر كيلو النحاس الخالص اليوم ما بين 330 إلى 400 جنيه مصري، ويختلف السعر بحسب درجة النقاء وجودة المعدن ومصدر البيع، سواء كان مصنعًا أو تاجرًا أو خردة. ويُعد هذا النطاق السعري مؤشراً على استقرار السوق وغياب المضاربات أو التذبذبات الحادة التي شهدتها السوق في فترات ماضية.
أما عن سعر كيلو النحاس الأحمر الخردة، فقد تراوح بين 240 إلى 280 جنيهًا، ويُعتبر النحاس الأحمر من أكثر الأنواع استخدامًا في الصناعات الكهربائية والإلكترونية، لما يتمتع به من كفاءة توصيل عالية ومقاومة للتآكل. وعلى الجانب الآخر، استقر سعر النحاس الأصفر الخردة بين 280 إلى 300 جنيه للكيلو، وهو يُستخدم بشكل رئيسي في الصناعات الزخرفية وصناعة الأدوات الصحية والحنفيات.
كما استقرت أسعار النحاس المخلوط ضمن نفس النطاق السعري تقريبًا، ويُستخدم هذا النوع من النحاس في صناعات متعددة تتطلب مزيجًا من الخصائص الفيزيائية والميكانيكية التي يوفرها الخلط المعدني.
أداء النحاس عالميًا.. تراجع طفيف في بورصة لندن
وعلى الصعيد العالمي، شهدت أسعار النحاس أداءً متذبذبًا خلال الأيام الماضية، حيث بلغ سعر النحاس في بورصة لندن للمعادن نحو 4.81 دولار للرطل بتاريخ 25 أبريل، منخفضًا بنسبة 0.33% عن اليوم السابق، وسط تقلبات الأسواق العالمية الناتجة عن مخاوف التباطؤ الاقتصادي في بعض الاقتصادات الكبرى، وتغير سياسات الفائدة الأميركية.
ويرى محللون أن هذا التراجع الطفيف لا يعكس حالة من الهبوط الحاد، وإنما يُعد جزءًا من سلسلة من التحركات العرضية التي يشهدها المعدن الأحمر منذ مطلع العام الحالي، نتيجة لتفاعل عوامل متضاربة مثل معدلات التضخم، وتوجهات البنوك المركزية، وتقلبات الطلب من الصين – أكبر مستورد للنحاس في العالم.
توقعات باستمرار الاستقرار في السوق المصرية
بحسب توقعات عدد من خبراء سوق المعادن، فإن حالة الاستقرار النسبي في السوق المصرية من المرجح أن تستمر خلال الأسابيع القادمة، خاصة في ظل عدم وجود تغيرات كبيرة في أسعار الطاقة أو سياسات الاستيراد، بالإضافة إلى الاستقرار النسبي في سعر صرف الجنيه المصري مقابل العملات الأجنبية.
وأكد الخبير الاقتصادي د. أحمد عبد الحميد أن “ثبات الأسعار يعود في الأساس إلى التوازن الحالي بين العرض المحلي والطلب الصناعي، إلى جانب انتظام عمليات الاستيراد وغياب الضغوط التضخمية الكبيرة”، مشيرًا إلى أن “أي تغييرات مفاجئة في أسعار النفط أو أسعار الشحن والنقل قد تؤثر لاحقًا على حركة الأسعار”.
أهمية استقرار النحاس للمستهلكين والصناعة
يمثل استقرار أسعار النحاس خبرًا إيجابيًا لكل من المصنعين والمستهلكين، لا سيما في القطاعات التي تعتمد عليه كمادة أساسية في الإنتاج، مثل الصناعات الكهربائية والإنشائية وصناعة الأدوات المنزلية والمركبات. فثبات الأسعار يساهم في تقليل التكاليف الإجمالية للإنتاج، وبالتالي زيادة القدرة التنافسية للمنتجات المصرية سواء في السوق المحلي أو الخارجي.
كما يسهم الاستقرار السعري في تحسين التخطيط الاستثماري للمصانع، حيث تتيح الأسعار المستقرة بناء توقعات مالية دقيقة، وتقلل من مخاطر التذبذب التي تؤثر عادةً على اتخاذ قرارات الشراء والتخزين.
تأثير الأسواق العالمية على السوق المحلي
ورغم الاستقرار المحلي، إلا أن السوق المصرية لا تزال مرتبطة إلى حد كبير بالتغيرات في الأسعار العالمية، خاصة في ظل اعتماد جزء كبير من المعروض على الاستيراد من الخارج. ومع ترقب الأسواق العالمية لأي تغيرات في قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أو مستويات النمو في الصين، فإن أي تحركات مفاجئة قد تنعكس على السوق المحلي بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
من جهته، أوضح أحد تجار الخردة بالقاهرة أن “الإقبال على شراء النحاس الخردة يشهد استقرارًا منذ بداية العام، مع وجود طلب ثابت من الورش والمصانع، ما يُعزز من استقرار الأسعار”، مضيفًا أن “الأسعار الحالية تعتبر مقبولة لجميع الأطراف، ولا توجد مؤشرات على حدوث تغيرات كبيرة في المدى القريب”.