أسعار الكتب الخارجية للمرحلة الثانوية للعام الدراسي 2025 – 2026 . مع اقتراب العام الدراسي الجديد، وبدء موسم الدروس الخصوصية في شهري أغسطس وسبتمبر، تشهد المكتبات الكبرى والمراكز التعليمية إقبالًا ملحوظًا من الطلاب وأولياء الأمور على شراء الكتب الخارجية.
والتي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من منظومة التعليم في مصر، خصوصًا لطلاب المرحلة الثانوية. ويأتي هذا الاهتمام في ظل حرص الأسر على دعم أبنائها بأدوات مساعدة تواكب طبيعة النظام التعليمي الجديد القائم على الفهم والتطبيق، وليس فقط الحفظ والتلقين.
ورغم تنوع الكتب الخارجية المطروحة في الأسواق، إلا أن سلسلة “الامتحان” لا تزال تتصدر المشهد باعتبارها من أكثر الكتب طلبًا وانتشارًا بين طلاب الصفوف الثلاثة بالمرحلة الثانوية، سواء للشعب الأدبية أو العلمية، وحتى شعبة اللغات.
أسعار الكتب الخارجية 2025 – 2026 ترفع حرارة الجدل
بحسب جولة ميدانية قامت بها عدّة مصادر في المكتبات التعليمية، لوحظ ارتفاع أسعار العديد من الكتب مقارنة بالأعوام السابقة، ما أثار استياء أولياء الأمور الذين يجدون أنفسهم مضطرين إلى شراء أكثر من كتاب في المادة الواحدة (كتاب شرح وآخر تدريبات أو أسئلة). وتفاوتت الأسعار بشكل لافت، خاصة بين الكتب الخاصة بالصف الثالث الثانوي، نظراً لأنها تمثل نهاية المرحلة ومرحلة التحضير الحاسم للالتحاق بالجامعة.
فعلى سبيل المثال، بلغ سعر كتاب الامتحان في اللغة العربية للصف الأول الثانوي نحو 235 جنيهًا، في حين وصل سعر كتاب التاريخ للصف نفسه إلى 155 جنيهًا، وهو ما يعكس تفاوت الأسعار بين المواد الأدبية واللغوية.
أما طلاب الصف الثاني الثانوي، فقد ارتفعت أسعار الكتب المخصصة لهم، حيث بلغ سعر كتاب علم النفس نحو 175 جنيهًا، فيما وصل سعر كتاب اللغة العربية إلى 245 جنيهًا، وذلك في نسخ الشرح فقط، دون احتساب نسخ الأسئلة أو المراجعة النهائية.
وفي الصف الثالث الثانوي، وهو الأهم والأكثر تكلفة، شهدت الأسعار طفرة ملحوظة. فقد بلغ سعر كتاب الامتحان في الفيزياء (شرح) نحو 210 جنيهات، بينما سجل نفس الكتاب في جزء الأسئلة حوالي 289 جنيهًا. وفي بعض النسخ المخصصة لطلاب شعبة اللغات، مثل كتاب الفيزياء لغات، تخطى السعر حاجز 600 جنيه، وهو ما يراه البعض مبالغًا فيه مقارنة بمتوسط الدخل الشهري للأسرة المصرية.
ويبدو أن المواد العلمية هي الأعلى تكلفة بشكل عام، إذ بلغ سعر كتاب الأحياء (شرح) للصف الثالث نحو 195 جنيهًا، وكتاب الكيمياء (شرح) نحو 265 جنيهًا، بينما سجلت بعض الكتب الأدبية مثل كتاب التاريخ (شرح) حوالي 240 جنيهًا، وكتاب الأسئلة الخاص بالتاريخ وصل إلى 239 جنيهًا أيضًا.
لماذا يُقبل الطلاب على الكتب الخارجية؟
تعتبر الكتب الخارجية من الوسائل التعليمية الأساسية للطلاب، خاصة مع التحديات التي تواجه بعض المدارس من حيث الكثافة الطلابية ونقص أوقات الحصص الفعلية. ويُنظر إلى هذه الكتب على أنها البديل العملي والفعّال لتعزيز الفهم وتكرار التمارين وتطبيق الامتحانات السابقة بأسلوب مبسط ومباشر.
كما أن أغلب الكتب الخارجية تصدر نسخًا متعددة لكل مادة: نسخة للشرح النظري، ونسخة أخرى لأسئلة وتدريبات الامتحانات، وأحيانًا نسخة ثالثة للمراجعة النهائية، وهو ما يفسر ارتفاع فاتورة الشراء النهائية لكل طالب.
نصائح لاختيار أفضل الكتب الخارجية
وسط هذا الكم الكبير من الإصدارات والعناوين، يحتاج أولياء الأمور والطلاب إلى التوجيه لاختيار الأنسب والأكثر توافقًا مع احتياجاتهم. وفيما يلي بعض النصائح التي يقدمها الخبراء:
الاطلاع على محتوى النسخة الحديثة من الكتاب، والتأكد من أنها تحتوي على نماذج امتحانات محدثة وفقًا لنظام التقييم الجديد القائم على الأسئلة المقالية والاختيار من متعدد.
الحرص على شراء الكتب التي تقدم تدريبات مهارية، وليس فقط شروحات نظرية، إذ أن تنمية القدرة على التحليل والتفكير الناقد باتت من أهم أهداف المرحلة الثانوية في الوقت الراهن.
استخدام جدول زمني لتنظيم الدراسة، بحيث يتم تخصيص وقت يومي أو أسبوعي للتعامل مع كل كتاب خارجي، مما يساعد على الاستفادة الكاملة منه وعدم ترك التراكمات.
التأكد من رقم الطبعة والإصدار، لأن بعض المكتبات قد تعرض نسخًا قديمة بأسعار مخفضة، لكنها لا تتماشى مع المنهج الجديد المقرّر من وزارة التربية والتعليم.
تحديات تواجه الأسر.. ومطالب بتقنين الأسعار
رغم أهمية الكتب الخارجية، إلا أن هناك من يرى ضرورة تدخل الدولة لضبط أسعارها، خاصة وأن بعض أولياء الأمور قد ينفقون أكثر من 3000 جنيه على الكتب وحدها، وهو مبلغ مرهق إلى جانب تكاليف الدروس الخصوصية والزي المدرسي وأدوات الدراسة.
وطالب عدد من أولياء الأمور بوجود نسخة رقمية معتمدة من الكتب الخارجية بأسعار رمزية، تكون متاحة على المنصات التعليمية الرسمية، خاصة بعد نجاح تجارب التحول الرقمي في التعليم خلال السنوات الأخيرة.
تمثل أسعار الكتب الخارجية لعام 2025 – 2026 تحديًا جديدًا أمام الأسر المصرية مع بداية عام دراسي جديد. وبين الرغبة في تقديم أفضل دعم تعليمي للطلاب، وصعوبة التكاليف المادية، يبقى الأمل معقودًا على أن تتجه وزارة التربية والتعليم إلى تقنين السوق وضبط الأسعار، بما يحقق مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع الطلاب، ويضمن عدم تحويل التعليم إلى عبء مادي يفوق طاقة الأسرة المتوسطة.