سعر الفضة العالمي وتراجع الأسعار: تأثرت أسواق الفضة بشكل ملحوظ في الأسابيع الأخيرة، حيث سجلت الأسعار انخفاضًا كبيرًا بنسبة 13.3% في الأسبوع الماضي، ليصل السعر إلى أدنى مستوى منذ بداية العام.
وتزامن هذا الانخفاض مع تراجع مستمر في الأسعار حيث سجل سعر الفضة عالميًا 29.1930 دولارًا للأونصة، وانتهت تداولات الأسبوع عند 29.5885 دولارًا للأونصة. وهذا التراجع الحاد في أسعار الفضة يمثل تراجعًا ملحوظًا مقارنةً بالارتفاعات التي شهدتها الأسواق في بداية العام.
المكاسب التي تم محوها مكاسب الفضة منذ بداية العام تراجعت بشكل كبير، حيث أصبحت لا تتجاوز 2.4% فقط. وابتعدت الفضة عن أعلى مستوى تم تسجيله في بداية العام، عندما وصلت الأسعار إلى 34.5880 دولارًا للأونصة.
وذلك بعد أن كانت الفضة في اتجاه صعودي قوي بداية عام 2025، حيث كان المستثمرون يتوقعون أن تستمر الأسعار في الارتفاع. ولكن نتيجة للعوامل الاقتصادية العالمية، تغيرت هذه التوقعات بشكل مفاجئ.
تراجع الطلب الصناعي على الفضة
من أبرز الأسباب التي ساهمت في تراجع أسعار الفضة هو المخاوف من انخفاض الطلب الصناعي. مع زيادة المخاوف من حدوث ركود اقتصادي عالمي، بدأ السوق يشهد تراجعًا في الطلب على الفضة من قطاعات صناعية مثل الإلكترونيات والطاقة الكهروضوئية.
تتسبب الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تقليص الطلب الصناعي على الفضة، إذ تشير التوقعات إلى أن أي تباطؤ اقتصادي سيؤدي إلى انخفاض الطلب على هذه المعدن الثمين.
الفضة والاستخدامات الصناعية
على الرغم من التراجع الذي شهدته الفضة، تظل الفضة من المعادن التي تعتمد بشكل كبير على الاستخدامات الصناعية. أكثر من نصف الطلب العالمي على الفضة يأتي من صناعات مثل الإلكترونيات والطاقة الكهروضوئية.
بحسب تقديرات معهد الفضة، من المتوقع أن يصل الطلب العالمي على الفضة إلى حوالي 700.2 مليون أونصة بحلول عام 2024. وعلى الرغم من التراجع الأخير، فإن الفضة تظل سلعة ضرورية في العديد من الصناعات الهامة.
التأثيرات الاقتصادية والرسوم الجمركية: بجانب انخفاض الطلب الصناعي، تأثرت أسواق الفضة أيضًا بالتهديدات المتعلقة بالرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي، والتي أدت إلى تباطؤ في تدفق الفضة إلى الأسواق.
فالمخاوف من فرض رسوم على المعادن الثمينة دفعت العديد من البنوك إلى تخزين كميات كبيرة من الفضة في خزائن نيويورك. ومع ذلك، يُعتبر الفضة من المعادن المعفاة من هذه الرسوم الجمركية، مما يجعلها أكثر جاذبية للمستثمرين.
تدفقات الفضة وتوقعات السوق تشير التقارير إلى أن تدفقات الفضة إلى الخزائن التي تراقبها بورصة كومكس قد شهدت زيادة بنسبة 51% منذ بداية العام. ومع ذلك، فإن هذه التدفقات قد تواجه خطر التباطؤ في المستقبل، مما قد يؤدي إلى زيادة العرض في السوق. من المتوقع أن يؤثر ذلك بشكل كبير على الأسعار، مما يخلق حالة من التذبذب في أسواق الفضة على المدى القصير.
فرص الاستثمار في الفضة: رغم تراجع أسعار الفضة، تشير العديد من التحليلات الاقتصادية إلى أن هذا الانخفاض قد يوفر فرصة استثمارية. وفقًا لتوصيات بعض المؤسسات العالمية، يمكن للمستثمرين استغلال هبوط أسعار الفضة الحالية للحصول على معدلات منخفضة للشراء.
تشير التوقعات إلى أنه في حال استقرار الطلب الصناعي وتراجع المخاوف من الرسوم الجمركية، فإن الفضة من المحتمل أن تشهد انتعاشًا سريعًا في الأسعار. وفي هذا السياق، يُعتبر الاستثمار في الفضة فرصة تكتيكية للمستثمرين الذين يبحثون عن العوائد على المدى الطويل.
التوقعات المستقبلية للفضة مع استقرار السوق، يبدو أن الفضة ستظل أحد الأصول القيمة التي يمكن الاعتماد عليها. كما أن تراجع أسعار الفضة قد يكون مؤقتًا، حيث أن الأزمات الاقتصادية والتطورات العالمية قد تؤثر إيجابًا على الطلب في المستقبل. يُتوقع أن تعود أسعار الفضة للارتفاع مع بداية استقرار الاقتصاد العالمي وتحسن الوضع الصناعي.
دور صناديق الاستثمار في دعم الفضة: صناديق الاستثمار المتداولة في الفضة تلعب دورًا هامًا في دعم سعر الفضة. فمع استمرار تزايد مشتريات صناديق الاستثمار من الفضة، يمكن لهذه الصناديق أن تحافظ على استقرار السوق في ظل التوقعات الاقتصادية المتقلبة.
وعلى الرغم من التوقعات الاقتصادية السلبية في الوقت الحالي، يبقى أن صناديق الاستثمار ستظل محفزًا رئيسيًا في الحفاظ على مستوى الطلب على الفضة، مما يعزز من احتمالية ارتفاع الأسعار في المستقبل.
شهدت الفضة تراجعًا حادًا في أسعارها خلال الأيام القليلة الماضية، ولكن التوقعات المستقبلية تشير إلى أن الفضة قد تعود للارتفاع في المستقبل القريب. وعلى الرغم من أن الأسواق تواجه تحديات كبيرة، فإن الطلب الصناعي المستمر والتطورات الاقتصادية قد تدفع الفضة إلى مستويات أعلى في المستقبل. لذا، يمكن للمستثمرين أن ينظروا إلى الانخفاض الحالي في الأسعار على أنه فرصة استثمارية طويلة الأجل.