وذلك رغم استقرار سعر الأونصة عالميًا عند 4034 دولارًا دون أي تغيّر خلال جلسات التداول الدولية. ويعكس هذا الارتفاع حالة الارتباط الوثيق بين سعر الذهب المحلي وحركة الدولار داخل البنوك المصرية، وهو العامل الأكثر تأثيرًا في الوقت الحالي مقارنة بالأسعار العالمية التي تسودها حالة من الهدوء.
وتشير التحليلات إلى أن السوق المحلي بات يتحرك وفقًا لمعادلة داخلية معقدة تعتمد على الطلب الفعلي، ومستوى السيولة لدى التجار، وتقلبات سعر الصرف، بالإضافة إلى المزاج الاستثماري للمواطنين الذين يتخذون الذهب وسيلة آمنة لحفظ القيمة، خاصة خلال فترات عدم الاستقرار الاقتصادي.
أسعار الذهب اليوم في مصر
وفيما يلي قائمة بأسعار الذهب خلال بداية تعاملات اليوم:
- عيار 24: 6240 جنيهًا للجرام
- عيار 22: 5720 جنيهًا للجرام
- عيار 21: 5465 جنيهًا للجرام
- عيار 18: 4685 جنيهًا للجرام
- عيار 14: 3640 جنيهًا للجرام
- الجنيه الذهب: 43,720 جنيهًا دون إضافة المصنعية
هذه المستويات السعرية تأتي رغم أن السوق يشهد حالة من الهدوء في الطلب خلال الأيام الأخيرة، إلا أن تأثير الدولار أمام الجنيه يظل العامل الأكبر في تحديد اتجاه أسعار الذهب، خاصة أن التجار يعتمدون على تسعير يومي مرتبط مباشرة بسعر الصرف داخل البنوك. ومع كل حركة صعودية ولو طفيفة في الدولار، ترتفع أسعار الذهب حتى وإن ظل السعر العالمي مستقرًا.
ارتباط الذهب بسعر الدولار
وعلى الرغم من أن الأونصة العالمية ثابتة عند 4034 دولارًا دون أي تغير يُذكر، فإن السوق المحلي لا يتجاهل ولو تغيّرات بسيطة في سعر الدولار الرسمي.
هذا الارتباط القوي كان جليًا خلال الأشهر الماضية، حيث باتت أسعار الذهب في مصر تتفاعل بشكل شبه مباشر مع حركة العملة الأمريكية، مما يجعل الذهب يتحرك صعودًا حتى في أوقات الركود العالمي أو الاستقرار الدولي.
إضافة إلى ذلك، يعتمد العديد من المواطنين على الذهب كملاذ آمن، خصوصًا مع تزايد الضبابية الاقتصادية عالميًا واستمرار ارتفاع معدلات التضخم. وهذا ما يضيف عنصرًا آخر للضغط على الأسعار في السوق المحلي، إذ يُسهم الطلب الاستثماري — حتى لو كان ضعيفًا — في بقاء الأسعار عند مستويات مرتفعة.
تحليل اتجاهات الأسعار
يرى خبراء سوق المعادن أن الفترة الحالية قد تشهد مزيدًا من التحركات السعرية للذهب، ليس بسبب تغيّرات عالمية، وإنما نتيجة توقعات المستثمرين بشأن الدولار وحركة المعروض النقدي داخل السوق. ومع استمرار تذبذب سعر الجنيه أمام العملات الأجنبية، ومن بينها الدولار، قد تتجه أسعار الذهب لمزيد من الارتفاع حتى دون تغيّر في سعر الأونصة العالمية.
كما يتوقع بعض المحللين أن يظل التأثير العالمي محدودًا نظرًا لثبات أسعار الذهب الدولية عند مستويات مرتفعة نسبيًا، وهو ما يجعل السوق المحلي أكثر حساسية للتغيرات الداخلية وليس للعوامل العالمية. وفي ظل هذه الظروف، يصبح الذهب مرشحًا للتحرك السريع سواء صعودًا أو هبوطًا، وفقًا لأي إعلان اقتصادي أو تغير في أسعار الصرف.
يمكن القول إن أسعار الذهب في مصر أصبحت رهينة مباشرة لحركة الدولار، وباتت الاستجابة لتقلبات السوق المحلية أسرع من أي وقت مضى. وفي ظل ثبات الأونصة عالميًا واستمرار ارتباك سعر الصرف، تبقى توقعات تحرك الذهب مرهونة بالعوامل الداخلية، مع احتمال استمرار الارتفاعات إذا واصل الدولار تعزيز مكاسبه أمام الجنيه.







