فبعد موجة من التذبذبات خلال الأسبوع الماضي، عاد المعدن الأصفر ليصعد مجددًا، وسط حالة من الترقب في الأسواق المحلية والعالمية، خصوصًا مع استمرار تغيرات سعر الدولار والتقلبات في أسعار الذهب العالمية.
ويحرص ملايين المواطنين يوميًا على متابعة أسعار الذهب في محلات الصاغة، سواء بغرض الاستثمار أو الشراء للزواج، نظرًا لما يمثله المعدن النفيس من ملاذ آمن في أوقات عدم الاستقرار الاقتصادي. ومع الارتفاع الأخير، تزايدت المخاوف من استمرار موجة الصعود في الأيام المقبلة.
أسعار الذهب اليوم الخميس 6 نوفمبر 2025 في مصر
جاءت الأسعار في تعاملات اليوم على النحو التالي:
- سعر جرام الذهب عيار 24: سجل نحو 6080 جنيهًا.
- سعر جرام الذهب عيار 21 (الأكثر تداولًا في مصر): بلغ حوالي 5320 جنيهًا.
- سعر جرام الذهب عيار 18: وصل إلى 4560 جنيهًا.
- سعر الجنيه الذهب عيار 21: سجل نحو 42,560 جنيهًا.
وتختلف الأسعار من محل صاغة إلى آخر بفروق طفيفة نتيجة اختلاف تكلفة المصنعية التي تتراوح عادة بين 100 و200 جنيه للجرام الواحد، تبعًا لنوع المشغولات الذهبية ومكان البيع.
أسباب ارتفاع أسعار الذهب اليوم
يرى خبراء الاقتصاد أن ارتفاع أسعار الذهب اليوم يعود إلى عدة عوامل مترابطة، من أبرزها:
- زيادة أسعار الذهب عالميًا مع اتجاه المستثمرين إلى الأصول الآمنة في ظل التوترات الاقتصادية والسياسية الدولية.
- تراجع الدولار في الأسواق العالمية، مما يعزز الطلب على الذهب كبديل استثماري قوي.
- زيادة الإقبال المحلي على شراء الذهب سواء بغرض الادخار أو الاستثمار، خصوصًا مع تراجع الثقة في أدوات الاستثمار التقليدية.
- تأثر السوق المحلي بتحركات سعر الأوقية عالميًا، حيث تجاوزت الأوقية مستويات مرتفعة جديدة خلال تعاملات الأسبوع الجاري.
هذه العوامل مجتمعة ساهمت في زيادة أسعار الذهب في السوق المصري، خاصة مع الارتباط الوثيق بين السعر المحلي وسعر الأوقية عالميًا بالإضافة إلى سعر الدولار في مصر، سواء في السوق الرسمية أو الموازية.
الذهب.. ملاذ آمن رغم الارتفاع
ورغم الصدمة التي أحدثها الارتفاع الأخير لدى راغبي الشراء، لا يزال الذهب يمثل خيارًا مفضلًا للادخار طويل المدى، حيث يعد من أكثر الأصول التي تحافظ على قيمتها بمرور الوقت، لا سيما في فترات التضخم أو تقلبات العملة.
ويؤكد خبراء الصاغة أن الطلب على السبائك والجنيهات الذهبية لا يزال مرتفعًا، خاصة من المستثمرين الذين يفضلون شراء الذهب الخام بعيدًا عن مصنعية المشغولات. كما يشير البعض إلى أن الأسعار الحالية قد تشهد استقرارًا مؤقتًا قبل أي تحركات جديدة خلال النصف الثاني من الشهر الجاري.
حركة السوق المحلي
شهدت محال الصاغة في القاهرة والإسكندرية وعدد من المحافظات إقبالًا متوسطًا اليوم، حيث فضّل بعض المواطنين التريث ترقبًا لأي انخفاض محتمل، بينما استغل آخرون الارتفاع كفرصة للبيع وجني الأرباح.
وفي تصريحات لعدد من تجار الذهب، أكدوا أن الأسواق تعيش حالة من الترقب الحذر، خاصة بعد الارتفاعات المتكررة في الأيام الماضية. كما لفتوا إلى أن الطلب على عيارات 18 و21 لا يزال هو الأعلى بين المستهلكين، نظرًا لتنوع التصميمات وسهولة تسييلها في أي وقت.
توقع محللون أن يستمر الذهب في اتجاه صاعد على المدى القصير، مدفوعًا بعوامل عالمية أبرزها سياسات البنوك المركزية بشأن أسعار الفائدة، والتوترات الاقتصادية بين القوى الكبرى.
وفي حال استقرار سعر صرف الدولار محليًا وتراجع أسعار الأوقية عالميًا، قد يشهد السوق المصري هدوءًا نسبيًا خلال الأسابيع القادمة. لكن تبقى احتمالات الارتفاع قائمة طالما ظلت العوامل الخارجية المحفزة للذهب قائمة.
ينصح الخبراء من يخططون للشراء في الفترة الحالية بضرورة متابعة الأسعار يوميًا، واختيار التوقيت المناسب للشراء بناءً على حركة السوق، مع تجنب الاندفاع خلال فترات الارتفاع الحاد. كما يفضل الاستثمار في السبائك والجنيهات الذهبية لضمان أقصى استفادة عند البيع لاحقًا، نظرًا لانخفاض مصنعتها مقارنة بالمشغولات الذهبية التقليدية.
وفي النهاية، يظل الذهب أحد أهم أدوات التحوط ضد تقلبات السوق، رغم ما يشهده من صعود وهبوط متكرر، إذ يظل محتفظًا بقيمته على المدى الطويل، ليبقى دائمًا الملاذ الآمن في أوقات الأزمات الاقتصادية.







