ورغم التحركات العالمية التي شهدها الدولار الأمريكي خلال الأيام القليلة الماضية، لا يزال السوق المحلي في مصر يحتفظ بتوازن نسبي في أسعار العملة الأمريكية. في هذا التقرير، نقدم لكم تفاصيل عن أداء الدولار محليًا وأهم التحركات العالمية التي تؤثر على سعره في الأسواق.
سعر الدولار الأمريكي عالميًا
شهد الدولار الأمريكي تحركات متباينة في الأسواق العالمية، مما جعل التوقعات تشير إلى أنه سيحقق أفضل أداء أسبوعي له في الشهر الجاري. هذه التحركات جاءت نتيجة لتوقعات المستثمرين بشأن خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) لأسعار الفائدة بوتيرة أبطأ في العام المقبل.
فهذه التوقعات أدت إلى صعود الدولار أمام بعض العملات العالمية، حيث ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.037% ليصل إلى 107، وهو ما يشير إلى أن العملة الأمريكية تسير نحو تحقيق مكسب أسبوعي يصل إلى 1%، وهو أكبر مكسب له في هذا الشهر.
أما بالنسبة للجنيه الاسترليني، فقد شهد انخفاضًا حادًا نتيجة لانكماش مفاجئ في النشاط الاقتصادي في المملكة المتحدة، ما أضعف من قيمة الجنيه الاسترليني في الأسواق العالمية.
وفي الوقت نفسه، شهد الدولار الأمريكي ارتفاعًا ملحوظًا أمام الين الياباني بعد التقارير التي أفادت بأن بنك اليابان قد يتخلى عن سياسته الحالية لرفع أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل، وهو ما يعزز من قوة الدولار في الأسواق العالمية.
سعر الدولار اليوم في البنوك المصرية
على المستوى المحلي، حافظ الدولار على استقراره في العديد من البنوك المصرية اليوم، حيث سجل بنك مصر سعر الدولار عند 50.79 جنيه للشراء و50.89 جنيه للبيع، وهو نفس المستوى الذي وصل إليه قبل عطلة نهاية الأسبوع. كما سجل الدولار في المصرف المتحد 50.78 جنيه للشراء و50.88 جنيه للبيع، مما يعكس استقرارًا نسبيًا للعملة الأمريكية في السوق المصري رغم التقلبات العالمية.
أما في البنك التجاري الدولي (CIB)، فقد حافظ الدولار على نفس السعر الذي سجله في الأيام السابقة، حيث سجل 50.80 جنيه للشراء و50.90 جنيه للبيع. وقد شهدت بعض البنوك الأخرى مثل بنك الإسكندرية وبنك قناة السويس استقرارًا مماثلًا في أسعار الدولار، حيث سجل سعر الدولار في بنك الإسكندرية 50.80 جنيه للشراء و50.90 جنيه للبيع، وفي بنك قناة السويس سجل 50.81 جنيه للشراء و50.91 جنيه للبيع.
أما البنك الأهلي المصري فقد سجل الدولار 50.79 جنيه للشراء و50.89 جنيه للبيع، وهو نفس السعر الذي سجلته العديد من البنوك المحلية في نفس الفترة. كما تداول الدولار في بنك فيصل الإسلامي عند 50.80 جنيه للشراء و50.90 جنيه للبيع، ما يعكس استقرارًا في أسعار الدولار عبر معظم البنوك المصرية.
عوامل تؤثر على سعر الدولار في مصر
تتعدد العوامل التي تؤثر في سعر الدولار في مصر، سواء كانت هذه العوامل محلية أو عالمية. من العوامل المحلية الهامة التي تؤثر على سعر الدولار في مصر، يمكن ذكر السياسة النقدية للبنك المركزي المصري. حيث تتابع البنوك المركزية العالمية، بما في ذلك البنك المركزي المصري، تحركات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والسياسات الاقتصادية الدولية، وهو ما ينعكس بشكل مباشر على أسعار الصرف المحلية.
أما على المستوى العالمي، فإن قرارات البنك الفيدرالي الأمريكي تعد من أبرز العوامل المؤثرة على حركة الدولار في الأسواق العالمية. حيث يشهد الدولار تحركات كبيرة نتيجة للسياسات النقدية التي يتبعها الاحتياطي الفيدرالي، مثل تغيير أسعار الفائدة أو التوجهات الاقتصادية الكبرى التي تساهم في تغيير قيم العملات في السوق العالمي.
أيضًا، يعتبر مستوى احتياطيات النقد الأجنبي في مصر أحد العوامل المؤثرة على سعر الدولار. فكلما كانت احتياطيات النقد الأجنبي قوية، كان من الممكن أن يحافظ الجنيه المصري على استقراره في مواجهة العملة الأمريكية. بالمقابل، يمكن أن يؤدي ضعف الاحتياطيات إلى ضغوط على الجنيه المصري، مما يزيد من تقلبات أسعار الدولار في السوق المحلي.
التوقعات المستقبلية لسعر الدولار في مصر
من المتوقع أن تشهد أسعار الدولار في مصر بعض التحركات الطفيفة مع عودة البنوك للعمل غدًا الأحد 15 ديسمبر 2024. فعلى الرغم من استقرار الأسعار اليوم، فإن السوق المصري لا يزال يشهد الكثير من العوامل التي تؤثر في حركة العملة الأمريكية.
فمن جهة، يتوقع أن يتأثر السوق المحلي بالأداء العالمي للدولار، خصوصًا بعد المكاسب التي حققها على مدار هذا الأسبوع. إلا أن العوامل المحلية، مثل السياسة النقدية للبنك المركزي المصري، من المحتمل أن تكون لها تأثيرات كبيرة على تحديد أسعار الدولار في الفترة المقبلة.
يُعتبر تأثير ارتفاع أو انخفاض الدولار في الأسواق العالمية أحد المحركات الأساسية للأسعار المحلية. فإذا استمرت السياسة النقدية العالمية في الحفاظ على استقرار الدولار، قد يشهد السوق المصري استقرارًا نسبيًا في أسعار العملة الأمريكية. أما إذا حدثت أي تقلبات أو تغييرات كبيرة في الأسواق العالمية، فقد تنعكس هذه التغيرات على أسعار الدولار في السوق المصري.
دور البنك المركزي المصري في ضبط الأسعار
يلعب البنك المركزي المصري دورًا حيويًا في تنظيم حركة العملة المحلية والدولار في الأسواق من خلال قراراته المتعلقة بأسعار الفائدة والسياسة النقدية. فإذا قرر البنك المركزي رفع أو خفض أسعار الفائدة في المستقبل، قد يكون لذلك تأثير كبير على أسعار الدولار في مصر. فرفع أسعار الفائدة عادة ما يؤدي إلى جذب الاستثمارات الأجنبية، مما يساهم في زيادة الطلب على الجنيه المصري ويخفض من الطلب على الدولار. في المقابل، خفض الفائدة قد يؤدي إلى تراجع قيمة الجنيه أمام الدولار.
أيضًا، يعتمد البنك المركزي المصري بشكل كبير على الاحتياطيات من النقد الأجنبي لضبط سوق الصرف. فإذا كان هناك زيادة في الاحتياطيات، يمكن للبنك المركزي أن يتدخل بشكل أكثر فاعلية للحد من تقلبات الدولار، مما يساعد على استقرار السوق المحلي.
يبدو أن السوق المصري في الوقت الحالي يشهد استقرارًا نسبيًا في أسعار الدولار، ولكن تبقى العوامل العالمية والمحلية مفتوحة للتغير في المستقبل. ومع عودة البنوك للعمل غدًا، يتوقع أن يشهد السوق بعض التحركات البسيطة في أسعار الدولار وفقًا لتطورات الأسواق العالمية.