تراجع في أسعار الحديد اليوم
تراجع سعر الحديد اليوم في السوق المحلي بشكل واضح، وهو ما شكّل مفاجأة للمستهلكين والمقاولين على حد سواء، خاصة في ظل التذبذب الذي يشهده السوق العقاري.
وجاء هذا التراجع مدفوعًا بعوامل أبرزها استقرار أسعار الخامات عالميًا، وانخفاض أسعار صرف الدولار مقابل الجنيه في البنوك المصرية خلال الأيام الماضية، بالإضافة إلى تباطؤ نسبي في الطلب على الحديد بسبب دخول موسم الصيف، الذي يتزامن مع تباطؤ بعض المشروعات العقارية.
وبحسب آخر تحديث لأسعار الحديد اليوم السبت:
سجل سعر طن الحديد الاستثماري نحو 38,333 جنيهًا، مسجلاً انخفاضًا يزيد على 600 جنيه مقارنة بيوم الجمعة 13 يونيو 2025.
حديد عز، وهو الأعلى سعرًا بين المصنعين، سجل 40,183 جنيهًا للطن، بانخفاض يقارب 522 جنيهًا عن السعر السابق.
حديد بشاي استقر عند 38,500 جنيه للطن.
حديد المراكبي بلغ نحو 37,500 جنيه للطن.
تراوح سعر الحديد لدى شركتي العشري والمصريين بين 36,200 و38,000 جنيهًا للطن.
ويُشار إلى أن هذه الأسعار قد تختلف نسبيًا من محافظة لأخرى، بسبب تكاليف النقل والمصاريف الإضافية التي يتحملها الموزعون.
أسباب تراجع أسعار الحديد
يرى بعض خبراء مواد البناء أن انخفاض أسعار الحديد جاء نتيجة تراكم المعروض خلال الفترة الأخيرة، حيث لم يشهد السوق المحلي عمليات شراء نشطة نتيجة ارتفاع الأسعار في الفترة الماضية.
كما أن التوقعات بانخفاض سعر الدولار دفعت بعض التجار لتقليل هامش الربح تحسبًا لانخفاضات أكبر في المستقبل القريب. يُضاف إلى ذلك تأثر السوق المحلي بانخفاض أسعار الحديد عالميًا، خاصة في الأسواق الصينية والتركية.
ارتفاع طفيف في أسعار الأسمنت
في المقابل، سجلت أسعار الأسمنت ارتفاعًا طفيفًا خلال تعاملات اليوم السبت، على الرغم من استقرار نسبي في أسعار المواد الخام. ويعزو البعض هذا الارتفاع إلى زيادة الطلب من شركات المقاولات التي بدأت تسريع وتيرة العمل في بعض المشروعات القومية والمناطق السكنية الجديدة، خصوصًا مع تحسّن الطقس مقارنة بالفترة الماضية.
وبحسب بيانات السوق اليوم:
بلغ متوسط سعر طن الأسمنت الرمادي حوالي 3,929 جنيهًا.
أسمنت المصانع سجل سعرًا يقارب 3,820 جنيهًا للطن للمستهلك.
تراوحت أسعار الأنواع الأخرى كما يلي:
أسمنت حلوان: حوالي 3,470 جنيهًا للطن.
أسمنت السويدي: سجل 3,650 جنيهًا للطن.
أسمنت الفهد: تراوح سعره بين 3,350 و4,050 جنيهًا للطن، بحسب النوع والمصدر.
اختلافات في الأسعار بين التجار
من المعروف أن أسعار مواد البناء تختلف من مكان إلى آخر حسب العرض والطلب، وكذلك تكلفة النقل من المصنع إلى منافذ البيع. فبينما يعتمد بعض الموزعين على البيع المباشر بأسعار المصانع مضافًا إليها تكلفة النقل، يلجأ آخرون إلى البيع بأسعار مرتفعة نسبيًا لتحقيق هامش ربح أكبر، خاصة في المناطق البعيدة عن المصانع.
آراء التجار والمستهلكين
قال أحد أصحاب محلات مواد البناء في القاهرة إن التراجع في أسعار الحديد لم ينعكس بعد على حركة البيع، موضحًا أن السوق في حالة ترقب، والكثير من المستهلكين ينتظرون مزيدًا من الانخفاضات قبل الإقبال على الشراء.
وأضاف أن ارتفاع أسعار الأسمنت لا يشكل حاليًا عبئًا كبيرًا لأن الفارق محدود، لكن أي زيادات جديدة قد تؤثر على حركة الشراء في الأسبوع المقبل.
من جانبه، أشار أحد المقاولين إلى أن تراجع أسعار الحديد يعطي دفعة إيجابية للقطاع العقاري، لا سيما في المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي تعاني من ضغوط التمويل، مؤكدًا أن الانخفاض الحالي قد لا يستمر طويلًا إذا ارتفعت أسعار الصرف مجددًا أو زادت تكلفة الإنتاج.
التوقعات المستقبلية لأسعار مواد البناء
يتوقع خبراء السوق أن تستمر حالة التذبذب في أسعار مواد البناء خلال الفترة المقبلة، مدفوعة بعدة عوامل منها أسعار الطاقة، وتكاليف النقل، والتغيرات في سعر الصرف، بالإضافة إلى سياسات التصدير والاستيراد الخاصة بمواد البناء.
كما أن قرارات لجنة التسعير التلقائي للمواد البترولية القادمة سيكون لها أثر مباشر على تكلفة النقل والإنتاج، وبالتالي على الأسعار النهائية للحديد والأسمنت.
تظل أسعار الحديد والأسمنت من المؤشرات المهمة التي تُتابَع بشكل يومي من قبل المواطنين، خاصة ممن يخططون لبناء أو ترميم منازلهم، أو العاملين في القطاع العقاري والمقاولات.
ومع التغيرات اليومية في الأسعار، يظل الشراء في الوقت المناسب هو العامل الحاسم في تقليل التكلفة وتحقيق أفضل استثمار ممكن في مواد البناء.