ويعد الثوم والليمون من المنتجات الأساسية في المطبخ المصري، ويصعب الاستغناء عنهما، ما يجعل أي تحرك في أسعارهما محسوسًا على نطاق واسع، سواء بالنسبة للمستهلك العادي أو للتجار والمطاعم.
أسباب ارتفاع أسعار الثوم في الأسواق
في هذا الإطار، أوضح حاتم النجيب، نائب رئيس شعبة الخضروات والفاكهة بالغرفة التجارية بالقاهرة، أن السبب الرئيسي وراء الزيادة اللافتة في أسعار الثوم هو الاعتماد المتزايد على الثوم المستورد، وبالأخص الثوم الصيني، في الوقت الذي انتهى فيه موسم الثوم البلدي المحلي، الذي يمتد عادة من شهر فبراير وحتى أوائل مايو.
وأضاف النجيب أن الثوم البلدي لم يعد متوفرًا بالقدر الكافي في الأسواق، وبالتالي اتجه التجار والمستوردون إلى تغطية النقص من خلال الاعتماد على الثوم الصيني، الذي يخضع في تسعيره لتقلبات سعر صرف الدولار أمام الجنيه المصري.
ويُعد الثوم الصيني من الأنواع المنتشرة في الأسواق المصرية بسبب قدرته على البقاء لفترات طويلة وتوفره بشكل مستقر، إلا أن ارتفاع قيمة الدولار أدى إلى ارتفاع تكلفة استيراده، وهو ما انعكس بشكل مباشر على الأسعار النهائية المقدمة للمستهلك.
السعر الحالي للثوم.. قفزة ملحوظة
بحسب تصريحات نائب رئيس الشعبة، فقد وصل سعر الكيلو جرام من الثوم الصيني حاليًا إلى ما بين 75 و80 جنيهًا مصريًا في أسواق التجزئة، بعد أن كان لا يتجاوز 55 جنيهًا قبل أسابيع قليلة فقط. أما الثوم البلدي، والذي بات نادر الوجود بسبب انتهاء موسمه، فقد سجل مستويات أقل، إذ يتراوح سعره بين 25 و35 جنيهًا للكيلو، لكن الكميات المعروضة منه لا تغطي الطلب المحلي.
ويثير هذا الارتفاع تساؤلات المستهلكين حول توقيت انفراجة في الأسعار، خاصة وأن الثوم من المنتجات التي تُشترى عادة بكميات كبيرة وتُخزن لاستخدامها على مدار شهور.
الليمون.. من الذروة إلى التراجع التدريجي
في سياق متصل، شهدت أسعار الليمون هي الأخرى موجة من الارتفاع الشديد خلال الأسابيع الماضية، إذ سجل الكيلو في بعض الأسواق أرقامًا قاربت 120 جنيهًا، وهو مستوى مرتفع نسبيًا بالنظر إلى حجم الطلب اليومي على هذا المنتج.
لكن، وفقًا لتصريحات حاتم النجيب، بدأت أسعار الليمون في التراجع التدريجي مؤخرًا، مع بداية تدفق كميات أكبر من الإنتاج الجديد إلى الأسواق، ما أدى إلى تحسن نسبي في المعروض. وأوضح أن سعر الكيلو جرام من الليمون حاليًا يتراوح بين 90 و95 جنيهًا، وهو ما يُعد خطوة أولى نحو الاستقرار، مقارنة بما كان عليه سابقًا.
العوامل المؤثرة في سعر الليمون
ترتبط أسعار الليمون في مصر بعدة عوامل رئيسية، أبرزها موسمية الإنتاج، حيث ترتفع الأسعار مع نهاية الموسم وقبل بداية الموسم الجديد، بسبب قلة الكميات المعروضة، في مقابل الطلب الثابت أو المتزايد.
كما تؤثر الظروف المناخية على حجم المحصول وجودته، إذ أن ارتفاع درجات الحرارة أو الأمطار الزائدة يمكن أن يؤثر سلبًا على الإنتاج، وهو ما حدث بالفعل في بعض المناطق الزراعية هذا العام، حسبما أشار عدد من المزارعين في تقارير سابقة.
توقعات بانخفاض الأسعار مع بداية موسم الصيف
رغم الزيادات الأخيرة، أعرب نائب رئيس شعبة الخضروات والفاكهة عن تفاؤله بانخفاض مرتقب في أسعار العديد من أصناف الخضروات والفاكهة خلال الأسابيع المقبلة، مع بدء دخول الأسواق في موسم الصيف.
وأشار النجيب إلى أن موسم الصيف يشهد عادة زيادة في حجم الإنتاج المحلي من مختلف أنواع الخضروات، ما يؤدي إلى وفرة في المعروض ويخلق منافسة سعرية بين التجار، وبالتالي ينعكس إيجابيًا على الأسعار النهائية للمستهلكين.
وأضاف أن التوسع في استخدام الزراعات المحمية والصوبات الزراعية ساهم في تحسين مستويات الإنتاج وزيادة الكفاءة، وهو ما بدأ يظهر تدريجيًا في استقرار أسعار بعض الأصناف الأساسية.
التأثير على المستهلكين والتجار
من جهة أخرى، عبر العديد من المواطنين عن استيائهم من موجة الغلاء الحالية، خصوصًا في ظل زيادة أعباء المعيشة والاحتياجات اليومية. وأشار بعض المستهلكين إلى أنهم باتوا يتجهون نحو شراء كميات أقل من الثوم والليمون، أو استخدام بدائل مؤقتة لتقليل النفقات.
أما التجار، فأكدوا أن ارتفاع الأسعار أثر أيضًا على حركة المبيعات، حيث أصبح بعض الزبائن يترددون في الشراء بالكميات المعتادة، مما دفع البعض منهم إلى تخفيض هوامش الربح لمحاولة الحفاظ على حجم الطلب.
توصيات الشعبة لمواجهة الزيادات
في ضوء هذه المستجدات، طالبت شعبة الخضروات والفاكهة بضرورة:
دعم الإنتاج المحلي وتشجيع زراعة المحاصيل الاستراتيجية مثل الثوم والليمون.
تسهيل إجراءات الاستيراد لتقليل الضغط على السوق في الفترات التي ينخفض فيها المعروض المحلي.
مراقبة الأسواق لضمان عدم استغلال بعض التجار للظروف الحالية في رفع الأسعار بصورة مبالغ فيها.
تشير المعطيات الحالية إلى أن ارتفاع أسعار الثوم والليمون في مصر ناتج عن مجموعة من العوامل، أبرزها انتهاء المواسم المحلية والاعتماد على الاستيراد، إلى جانب تقلبات سعر الصرف وارتفاع تكاليف النقل والإنتاج. ومع دخول موسم الصيف، من المتوقع أن يشهد السوق انفراجة تدريجية في الأسعار، وهو ما يبعث ببعض الأمل لدى المستهلكين في تحسن الوضع خلال الفترة المقبلة.