ويهتم المستهلكون بمتابعة حركة الأسعار اليومية للأسماك، باعتبارها من السلع الغذائية الأساسية التي تدخل في موائد المصريين بشكل متكرر، نظرًا لقيمتها الغذائية العالية وسعرها المناسب مقارنة بأنواع اللحوم والدواجن.
وفي جولة داخل أسواق الجملة والتجزئة، لوحظ ثبات نسبي في أسعار بعض الأصناف الشعبية مثل البلطي والبوري، بينما سجلت أنواع أخرى مثل القراميط والدنيس والسبيط ارتفاعًا طفيفًا نتيجة لتقلبات الطقس وارتفاع تكلفة النقل والتخزين.
وتعد محافظات الدلتا والساحل الشمالي من أبرز المناطق التي تزود السوق المحلي بكميات كبيرة من الأسماك الطازجة، مما يساهم في استقرار الأسعار خلال الفترة الحالية.
وبحسب بيانات سوق العبور اليوم، بلغ متوسط سعر كيلو البلطي ما بين 85 و95 جنيهًا حسب الحجم والجودة، بينما سجل سعر كيلو البوري نحو 150 إلى 170 جنيهًا، وجاء سعر المكرونة السويسي في حدود 120 إلى 140 جنيهًا. أما الأسماك البحرية مثل المرجان والوقار فقد تراوحت أسعارها بين 180 و220 جنيهًا للكيلو، في حين سجلت أسعار الجمبري بمختلف أنواعه مستويات متفاوتة تراوحت بين 250 و450 جنيهًا بحسب الحجم.
ويعزو تجار الأسماك هذا الاستقرار النسبي إلى وفرة المعروض من المزارع السمكية، خاصة مع زيادة الإنتاج في موسم الخريف الذي يشهد عادةً تراجعًا في درجات الحرارة، ما يساعد على تحسين جودة المياه في الأحواض وزيادة معدلات النمو السمكي. كما ساهمت الجهود الحكومية في دعم قطاع الاستزراع السمكي وتطوير موانئ الصيد في ضبط الأسعار وتحقيق التوازن في السوق المحلي.
من ناحية أخرى، يؤكد خبراء التغذية على أهمية تناول الأسماك مرتين أسبوعيًا على الأقل لما تحتويه من أحماض أوميغا-3 المفيدة لصحة القلب والمخ، إضافة إلى احتوائها على البروتينات والعناصر المعدنية الضرورية مثل الكالسيوم والفسفور والزنك. ومع تزايد وعي المستهلكين بأهمية الغذاء الصحي، تشهد الأسواق إقبالًا ملحوظًا على شراء الأسماك الطازجة مقارنة بالمجمدة أو المعلبة.
ويشير متعاملون في سوق العبور إلى أن الأسعار قد تشهد تغيرات طفيفة خلال الأيام المقبلة، مع اقتراب نهاية موسم الصيد في بعض المناطق الساحلية، مؤكدين أن استمرار استقرار الطقس وتوافر المعروض سيبقي الأسعار في مستوياتها الحالية حتى نهاية الشهر.
وفي ظل هذا الاستقرار، يواصل المستهلك المصري البحث عن أفضل الأسعار والجودة في الأسواق المختلفة، حيث تختلف الأسعار من محافظة لأخرى تبعًا لموقعها من مناطق الصيد أو المزارع السمكية، إضافة إلى تكاليف النقل والطلب المحلي. وتبقى الأسماك خيارًا رئيسيًا على مائدة الأسر المصرية لما تقدمه من تنوع في الطهي وسهولة التحضير والقيمة الغذائية العالية.