أسعار الأرز الشعير اليوم الأحد تعرف على آخر تطورات السوق . تواصل أسعار الأرز في السوق المصري حالة من الاستقرار النسبي وسط متابعة دقيقة من الجهات الحكومية والأسواق التجارية لمستوى العرض والطلب، في ظل استمرار موسم الزراعة واستكمال التوريدات من الموسم السابق. وتأتي الأسعار الحالية في توقيت حساس يسبق حصاد الموسم الجديد، ما يجعل السوق في حالة ترقب لأي تغيّرات قد تطرأ على الأسعار خلال الفترة المقبلة.
وفقًا لآخر تحديثات السوق الصادرة اليوم الأحد 20 يوليو 2025، سجل سعر طن الأرز الأبيض رفيع الحبة ما بين 25,000 إلى 26,000 جنيه مصري، فيما تراوح سعر طن الأرز الشعير عريض الحبة بين 16,500 إلى 17,000 جنيه مصري، في تأكيد لاستقرار الأسعار التي سادت خلال الأسابيع الماضية.
أسعار طن الأرز الأبيض عريض الحبة
في الوقت ذاته، تراوح سعر طن الأرز الأبيض عريض الحبة بين 27,000 و28,000 جنيه مصري، وهو السعر الأعلى نسبيًا بين أنواع الأرز في الأسواق المحلية. ويرجع هذا الفارق السعري إلى جودة الأرز العريض، ومعدلات الطلب المرتفعة عليه من المستهلكين والمصانع والشركات الغذائية.
وعلى مستوى البيع بالتجزئة، بلغ سعر كيلو الأرز الأبيض السائب في الأسواق المحلية حوالي 26.75 جنيهًا في المتوسط، وذلك وفقًا لأحدث البيانات الواردة من شُعب المواد الغذائية واتحاد الغرف التجارية. ويعكس هذا السعر توازنًا نسبيًا بين تكاليف الإنتاج وأسعار البيع، رغم الشكاوى المتكررة من بعض التجار حول زيادة مصاريف النقل والتخزين.
استمرار زراعة الأرز في المحافظات المنتجة
وفي إطار الجهود الحكومية الرامية إلى تأمين احتياجات السوق المحلي من الأرز، أكد الدكتور إسماعيل الرفاعي، رئيس بحوث قسم الأرز بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، أن عمليات زراعة الأرز لا تزال مستمرة في مختلف المحافظات التسع المنتجة، والتي تمثل العمود الفقري لإنتاج الأرز في مصر.
وأوضح الرفاعي أن المساحات المستهدفة للموسم الجاري تُقدّر بحوالي مليون و74 ألف فدان، وقد تم الانتهاء بالفعل من زراعة مساحات واسعة باستخدام نظام الزراعة الجافة المباشرة دون الحاجة إلى المشاتل. ويأتي هذا التوجه نتيجة للارتفاع الكبير في تكاليف العمالة الزراعية، ما دفع عددًا كبيرًا من المزارعين إلى الاعتماد على أسلوب التسطير في الزراعة، والذي يعد أقل تكلفة وأكثر كفاءة من حيث استهلاك المياه.
وأضاف أن نظام الزراعة الجافة أصبح بديلًا عمليًا لنظام الشتل التقليدي، خاصة في ظل محدودية الموارد المائية والحاجة لترشيد استخدام المياه في القطاع الزراعي. ويعكس ذلك توجها استراتيجيًا نحو تعزيز الزراعة المستدامة ومراعاة الظروف المناخية والمائية الحالية.
تشديد الرقابة على الزراعات المخالفة
وفي سياق متصل، شدد الدكتور إسماعيل الرفاعي على أن وزارة الزراعة تتخذ إجراءات صارمة ضد الزراعات المخالفة للأرز هذا العام، مؤكدًا أن زراعة المحصول تقتصر فقط على المحافظات التسع المصرح لها، وهي:
الغربية
كفر الشيخ
الدقهلية
البحيرة
الشرقية
إضافة إلى أربع محافظات أخرى هي: الإسماعيلية، بورسعيد، دمياط، والإسكندرية
وأشار إلى أن هناك تشديدًا كبيرًا على زراعة الأرز في المناطق غير المصرح بها، خاصة في ظل الظروف المائية الحرجة التي تواجهها البلاد، والاحتياجات المتزايدة لترشيد استهلاك المياه، حيث يُعد محصول الأرز من المحاصيل ذات الاستهلاك العالي للمياه.
ويهدف هذا التشديد إلى تحقيق التوازن بين الإنتاج المحلي وموارد المياه المتاحة، وضمان إنتاجية مناسبة دون التأثير سلبًا على المخزون الاستراتيجي أو على الزراعات الأخرى التي تعتمد على الموارد نفسها.
توقعات السوق خلال الفترة المقبلة
مع اقتراب موسم الحصاد، يتوقع خبراء الزراعة والغذاء أن تشهد أسعار الأرز بعض التغيرات الطفيفة خلال شهر أغسطس المقبل، خصوصًا بعد اكتمال عمليات الزراعة وبدء التوريد الفعلي من الإنتاج الجديد.
ومن المرجح أن تؤثر عوامل مثل تكاليف النقل، وتغيرات أسعار الأسمدة، وأسعار الوقود، ومدى وفرة الإنتاج المحلي على الأسعار النهائية سواء للأرز الشعير أو الأرز الأبيض. وفي حال توافرت كميات كافية من المحصول في المحافظات المنتجة، قد يؤدي ذلك إلى انخفاض طفيف في الأسعار لصالح المستهلكين.
جهود الدولة لضبط الأسواق
وتعمل الجهات الرقابية بالدولة على ضبط الأسواق ومراقبة أسعار الحبوب الأساسية مثل الأرز، خاصة مع تصاعد المخاوف من تلاعب بعض التجار في الأسعار خلال فترات المواسم والطلب المرتفع. وقد تم الإعلان سابقًا عن خطط لتوفير كميات كبيرة من الأرز عبر منافذ التموين والمجمعات الاستهلاكية بأسعار مدعومة، ما يساهم في خفض الأسعار في الأسواق الحرة.
كما تسعى الحكومة إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من الأرز عبر التوسع في الزراعة، وتحسين سلالات الأرز عالية الإنتاجية، وتطبيق أنظمة الري الحديثة التي تقلل الفاقد المائي وتزيد من كفاءة الإنتاج.
في المجمل، تبدو أسعار طن الأرز الشعير والأرز الأبيض مستقرة في السوق المصري حتى الآن، مع مؤشرات إيجابية بشأن توفر المحصول خلال الشهور المقبلة. وتبقى الرقابة الصارمة على الزراعات المخالفة، واتباع أنظمة الزراعة الحديثة، من أبرز العوامل التي تحدد مستقبل إنتاج الأرز وسعره في مصر.
ومع انتظار دخول المحصول الجديد للأسواق، يأمل المواطنون في أن تسهم وفرة الإنتاج في خفض الأسعار وزيادة المعروض، بما يخفف العبء على الأسر ويعزز استقرار الأمن الغذائي الوطني.
