أدعية مستجابة وقت الزلازل والهزات الأرضية لحماية الأرواح والممتلكات . في أوقات الكوارث الطبيعية، مثل الزلازل والهزات الأرضية، تزداد حاجة الإنسان للشعور بالأمان والطمأنينة، ولا يجد المؤمن ملجأ أصدق من التوجه إلى الله بالدعاء والتضرع.
سائلًا الحفظ والسلامة له ولأهله ولمجتمعه. فالزلازل من الظواهر الكونية التي تهز الأرض فجأة وبقوة، مسببة أضرارًا بشرية ومادية جسيمة، وتعد من آيات الله التي تذكر الإنسان بضعفه، وتحثه على التوبة والعودة إلى ربه.
وعلى الرغم من عدم ورود دعاء مخصوص في السنة النبوية الشريفة للزلازل، فإن الإسلام فتح باب الدعاء واسعًا، خصوصًا في أوقات البلاء والخوف، حيث يكون التوجه إلى الله منجاة وطمأنينة، ويُعبر عن الإيمان العميق بقدرة الله على دفع البلاء ورفع الكرب.
الدعاء في وقت الزلازل.. سكينة في قلب المؤمن
حين تهتز الأرض تحت الأقدام، لا يسع الإنسان سوى أن يرفع يديه إلى السماء، داعيًا ومتوسلًا بحفظ الله ورحمته. ومن الأدعية التي يمكن ترديدها وقت الزلازل:
“اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أُغتال من تحتي.”
هذا الدعاء يعكس مدى حاجة الإنسان للحماية الإلهية من كل جهة، خاصة حينما يشعر بالخطر يحيط به من كل جانب. ويشير أيضًا إلى عظمة الله وسعة رحمته، وقدرته على حفظ عباده من كل سوء.
أدعية مأثورة عن الكوارث الطبيعية
رُوي عن النبي ﷺ أنه كان إذا عصفت الرياح أو شعر بأي اضطراب في الطبيعة، دعا الله قائلًا:
“اللهم إني أسألك خيرها، وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها، وشر ما فيها، وشر ما أرسلت به.”
وقد كان هذا دأب النبي في مواجهة الظواهر الطبيعية التي تثير الخوف في النفوس، فكان دائم الرجوع إلى ربه، مستعينًا بالدعاء، وهو ما يرسخ في أذهان المؤمنين أهمية التوكل على الله، والثقة برحمته، خاصة في أوقات الكرب والمحن.
الزلازل في القرآن والسنة.. تذكير لا تهويل
ورد في القرآن الكريم ذكر الزلازل باعتبارها من آيات الله التي تذكّر الناس بقدرته، ومنها قوله تعالى:
“إذا زلزلت الأرض زلزالها، وأخرجت الأرض أثقالها…” [الزلزلة: 1-2].
وهذا التصوير القرآني ليس مجرد وصف لحركة الأرض، بل يحمل في طياته إنذارًا وتذكيرًا للناس بأن للكون ربًا يحكمه، وأن الحياة الدنيا ليست دار استقرار، بل دار ابتلاء.
الرجوع إلى الله وقت الكوارث
عند وقوع أي بلاء أو مصيبة، يحث الإسلام على التوبة والاستغفار، والرجوع إلى الله، لأنه لا ملجأ منه إلا إليه. ويُستحب أن يكثر المسلم من قول:
“أستغفر الله العظيم وأتوب إليه.”
“اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً، وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً.”
وقد قال النبي ﷺ:
“من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب.” [رواه أبو داود].
كيف يتعامل المسلم مع الزلازل؟
إلى جانب الدعاء والتضرع، فإن الإسلام يدعو إلى الأخذ بالأسباب، والاستعداد لما قد يطرأ، دون هلع أو تهويل. وهنا بعض التوجيهات:
الثبات: أن يبقى المسلم ثابتًا عند وقوع الكارثة، فلا يصرخ ولا يجزع، بل يسلم أمره إلى الله.
الدعاء المتواصل: بعد وقوع الزلزال، لا يتوقف المسلم عن الدعاء، بل يواصل دعاءه بأن يُتم الله عليه نعمة الأمان.
التفكر في حكمة الله: فإن ما يحدث في الكون لا يقع عبثًا، بل لحكمة يعلمها الله، منها لفت الانتباه إلى الآخرة.
أدعية لحفظ الأهل والممتلكات من المخاطر
لأن الزلازل قد تُسبب تهدم البيوت وتعرض حياة الناس للخطر، فإن الدعاء بحفظ الأهل والممتلكات مشروع ومرغوب فيه، ومن الأدعية التي يمكن ترديدها:
“اللهم احفظنا بحفظك، واكلأنا بعينك التي لا تنام، وكن لنا وليًا ومعينًا، وأجرنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.”
“اللهم إنك أنت الحافظ، فاحفظ بيوتنا وأطفالنا وأحبابنا من كل سوء، وأعذنا من الفواجع والمصائب.”
آثار الدعاء في وقت الزلازل
الدعاء ليس مجرد كلمات، بل هو وسيلة روحية تبث الطمأنينة في القلب، وتعيد للعقل توازنه وسط الخوف والارتباك. وللدعاء أثر عظيم في:
تقوية العلاقة بالله: لأنه يعكس التوكل الكامل على الله في السراء والضراء.
بث الطمأنينة في النفوس: فمع تكرار الأدعية، يشعر الإنسان بالأمان.
زيادة الصبر والاحتساب: الدعاء يعين على الصبر، ويشجع على تحمل البلاء بثبات إيماني.
متى يُستجاب الدعاء في أوقات الكوارث؟
قال النبي ﷺ:
“ثلاث دعوات لا تُرد: دعوة الوالد، ودعوة الصائم، ودعوة المظلوم.” [رواه الترمذي].
وقد ذكر العلماء أن الدعاء في أوقات الشدة والاضطراب يكون أقرب للإجابة، لأن العبد في هذه الأوقات يكون في أمسّ الحاجة إلى ربه، ويكون قلبه أكثر خشوعًا، ولسانه أكثر صدقًا في التضرع.
أدعية مأثورة أخرى وقت الكرب والخوف
إليك بعض الأدعية التي يمكن ترديدها:
“حسبنا الله ونعم الوكيل.”
“لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.”
“ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا.”
“اللهم اجعل لنا من كل هم فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا.”
في ظل ما يشهده العالم من كوارث طبيعية متكررة، تظل الزلازل من أكثر الظواهر إثارة للرعب في النفوس، ولكن الإيمان بالله، واللجوء إليه بالدعاء، والاستغفار، واليقين برحمته، كلها عوامل تخفف من وطأة الخوف، وتبعث الطمأنينة في القلوب. وقد يكون الدعاء في وقت الزلازل هو الفارق بين الجزع والثبات، وبين الخوف والسكينة.
فلتكن أدعيتنا في كل حين سلاحًا، وخاصة وقت الشدة، ولنتذكر أن رب الأرض والسماء بيده كل شيء، وهو نعم المولى ونعم النصير.