كان نضوب النفط هو أشد ما يقلق شركات النفط، والدول التي يعتمد اقتصادها على إنتاج النفط وتصديره للخارج، وكان التعامل مع هذه الأطروحة هو أكثر الأشياء التي تهدد شركات النفط والدول النفطية، ولكن ظهر في الآونة الأخيرة خطر آخر من الممكن أن يُحدث خسائر لشركات النفط، وهو التوجه نحو الطاقة النظيفة.
الاستدامة والحفاظ على موارد الكوكب وحماية البيئة، من الأفكار التي شاعت في السنوات الأخيرة، والمنظمات البيئية تعمل بجد في تحقيق أهدافها؛ التي من شأنها قد تؤثر على أرباح شركات النفط، وحجم الإقبال على شراء النفط، والاعتماد عليه في توليد الطاقة.
ومن الأشياء التي تهدد شركات النفط واقتصاد الدول النفطية هو إقبال البعض على شراء السيارات التي تعمل بالمحركات الكهربائية، حتى أن بعض الشركات أصدرت فئات من السيارات ذات محرك هجين يعمل بالوقود المتعارف عليه والكهرباء، وكان ذلك ضمن إطار الحفاظ على البيئة.
وبرغم أن السيارات الكهربائية مازالت في إطار محدود ولديها بعض المشكلات مثل عدم قدرة البطارية للعمل في الأماكن ذات درجات الحرارة المرتفعة جدًا والمنخفضة جدًا، وأيضًا السيارات الكهربائية مكلفة وأسعارها مرتفعة نسبةً للسيارات التي تعمل بالوقود، ولكن الشركات المصنعة لها تعمل على حل هذه المشكلات.
ففي السنوات الأولى من إنتاج السيارات الكهربائية كان من النادر وجود محطات لشحن بطارية السيارة، ولكن في الفترات القريبة أصبح تزويد البطارية بالشحن اللازم متاح في محطات البنزين الموجود لتزويد الوقود للسيارات التي تعمل به.
أثر التحول إلى السيارات الكهربائية
بعد أن شرحنا بإيجاز العلاقة بين السيارت الكهربائية والنفط، والآن لنتعرف على الآثار الناتجة من انتشار السيارات الكهربائية بدلًا من السيارات التي تعمل بالوقود، وكيف يمكن أن تتسبب في خسائر لشركات النفط، واقتصاد الدول.
انخفاض الطلب على الوقود
مع زيادة السيارات الكهربائية من المتوقع أن ينخفض الطلب على الوقود والسولار، وهذا بدوره سيؤثر على أسعار النفط وتقليل حجم الأرباح للشركات المنتجة للنفط.
تغيير اقتصاد الدول
الدول التي يعتمد اقتصادها على النفط بشكل أساسي، ستتأثر سلبًا بسبب انخفاض إيرادات الدولة الناتج عن تراجع أسعار النفط، وهذا سيعيد تشكيل خارطة الدول ذات الاقتصاد القوي.
الصناعات النفطية والبطالة
تراجع الطلب على النفط من الممكن أن يؤثر في الصناعات النفطية مثل التكرير والبتروكيماويات وكافة الصناعات الأخرى المتعلقة بالنفط.
كذلك من الممكن أن يتسبب ذلك في تقليل حجم العمالة نظرًا أن حجم الإنتاج من المحتمل أن ينخفض، وبالتالي ستلجأ الشركات إلى تسريح العمالة.
الحفاظ على البيئة
برغم أن حرق الوقود الذي يحدث في محطات توليد الكهرباء ضار للبيئة، ولكن زيادة عدد السيارات الكهربائية سيساعد في الحفاظ على البيئة، وبرغم تأثيره السلبي وتسببه في خسائر لشركات النفط، إلا من أكبر مميزات تلك السيارات هو أنها ستقوم بتقليل الانبعاثات الكربونية الناتجة من الاعتماد على النفط في كل شيء، وهذا سيوفر للمجتمع والنباتات والحيوانات هواء نظيف، وتقليل من حجم المشكلات الصحية التي يصاب بها الناس بسبب تلوث الهواء.
الابتكار والتطور
معالجة التطورات والتحديات التي تواجهها صناعة السيارات الكهربائية سيؤدي إلى خلق حلول جديدة وتطوير تقنيات والاعتماد على تكنولوجيا مستحدثة، وهذا الابتكار من المؤكد أن له تأثير إيجابي في المجتمع.
وبرغم أن السيارات الكهربائية من الممكن أن تحدث تغييرات كبرى على الاقتصاد والبيئة، ولكن ليست كل التغييرات سيئة، وكل شيء مستحدث تظهر معه فرص جديدة.