نصائح لتعليم طفلك كيفية التركيز بشكل أفضل . يبحث الكثير من الأمهات والآباء بشكل مستمر عن طرق فعالة لتعزيز تركيز أطفالهم، خاصة في ظل دخولهم موسم الدراسة، حيث تبدأ الضغوط الدراسية مع بداية العام الدراسي، وتزداد في فترات الامتحانات.
العديد من الأمهات يعانين من مشكلة عدم تركيز أطفالهن أثناء المذاكرة والدروس التي يتلقونها من المعلمين. يرجع ذلك إلى عدة عوامل، أبرزها أن الأطفال غالبًا ما يميلون إلى اللعب أكثر من المذاكرة، مما يجعلهم يشعرون بالملل أو التشتت أثناء الدراسة. من هنا، تبرز أهمية توفير بيئة مناسبة للمذاكرة، بالإضافة إلى طرق وأساليب يمكن أن تساعد في تحسين قدرة الأطفال على التركيز.
وفي هذا السياق، تحدثت خبيرة سلوكيات الأطفال والتربية فطوم حسن عن عدد من النصائح القيمة التي يمكن أن تساعد في تحسين قدرة الطفل على التركيز خلال المذاكرة، والتي سوف نقدمها لكم في السطور التالية.
1. الاهتمام بصحة الطفل وتغذيته السليمة
أول خطوة يجب أن يأخذها الأهل لتحسين تركيز الطفل هي الاهتمام بصحته العامة. يشمل ذلك الاهتمام بنظامه الغذائي، حيث ينبغي تجنب الأطعمة السريعة والمقليات والسكريات التي يمكن أن تؤثر سلبًا على صحته وعلى قدرته على التركيز.
بدلاً من ذلك، يجب تشجيع الطفل على تناول الأطعمة الصحية مثل الخضروات والفواكه الطازجة، بالإضافة إلى الألبان والعصائر الطبيعية التي توفر له العناصر الغذائية اللازمة. الغذاء المتوازن يساهم بشكل كبير في تحسين التركيز والانتباه لدى الأطفال.
2. تنظيم مواعيد النوم
النوم الجيد من أهم العوامل التي تؤثر بشكل مباشر على قدرة الطفل على التركيز. لذا، يجب على الأهل تنظيم مواعيد نوم أطفالهم وضمان حصولهم على قسط كافٍ من الراحة قبل بدء المذاكرة. النوم الجيد يعزز من استيعاب المعلومات ويقلل من شعور الطفل بالتعب والإرهاق أثناء الدراسة.
3. اختيار الوقت المناسب للمذاكرة
من الضروري أن يتم اختيار الوقت المناسب للمذاكرة، بحيث لا يتشتت انتباه الطفل. يفضل أن تكون أوقات المذاكرة بعد النوم الكافي، بعيدًا عن أوقات الطعام أو أي مشاغل أخرى قد تؤثر على تركيز الطفل. يساعد اختيار الوقت المثالي في تحسين استجابة الطفل للدروس وتعزيز قدرته على الفهم والاستيعاب.
4. الحفاظ على الهدوء النفسي للطفل
يجب أن تكون بيئة الدراسة هادئة ومستقرة، بعيدًا عن أي مشاكل أو ضغوط قد تؤثر على نفسية الطفل. يشعر الطفل بالراحة والهدوء النفسي عندما تكون الأسرة متفاهمة ومتعاونة، مما يساعده على التركيز أثناء المذاكرة. الهدوء الأسري يعزز من قدرة الطفل على الانتباه والتركيز في دراسته.
5. الابتعاد عن طرق المذاكرة الغير فعّالة
من المهم الابتعاد عن أساليب التلقين التي تعتمد على حفظ الطفل للمعلومات دون منحهم فرصة للتفكير والتفاعل معها. يجب على الأهل والمعلمين أن يشجعوا الطفل على التفكير النقدي واستخدام طرق تعليمية تفاعلية تساعد الطفل على فهم المواد الدراسية بدلاً من حفظها بشكل آلي. التفكير والإبداع هما الأساس في تحسين التركيز.
6. تجنب العقاب والتوبيخ
الأساليب القاسية مثل العقاب والتوبيخ يمكن أن تكون لها نتائج عكسية، حيث تؤدي إلى شعور الطفل بالضغط النفسي وتزيد من التوتر، مما ينعكس سلبًا على قدرته على التركيز. لذا، يجب أن يكون التعامل مع الطفل بشكل إيجابي ومحفز، وتحفيزه على الدراسة بطريقة تشجعه على تقديم أفضل ما لديه.
7. استخدام الألوان والأدوات المبهجة
يمكن استخدام الألوان المبهجة أثناء المذاكرة لزيادة تركيز الطفل. استخدام الأدوات التعليمية الملونة مثل الأقلام الملونة يمكن أن يعزز من انتباه الطفل ويساعده على التركيز لفترات أطول. الألوان تساهم في جذب انتباه الطفل وتجعله أكثر تفاعلًا مع المواد الدراسية.
8. الاستعانة بالطرق التعليمية الحديثة
استخدام التقنيات الحديثة والوسائل التعليمية المتنوعة يمكن أن يساعد في تحسين تركيز الطفل. يمكن للأدوات مثل الرسوم المتحركة أو تطبيقات الهواتف الذكية التعليمية أن تجعل التعلم أكثر متعة وجذبًا للأطفال، مما يساهم في رفع مستوى تركيزهم أثناء المذاكرة.
9. توفير بيئة دراسية مناسبة
أحد العوامل الأساسية التي تؤثر على تركيز الطفل هو المكان الذي يدرس فيه. يجب أن تكون غرفة الدراسة جيدة التهوية والإضاءة، وأن يكون المكان هادئًا وخاليًا من المشتتات. يجب أيضًا أن يشعر الطفل بالراحة في المكان، سواء كان ذلك باستخدام الأثاث المريح أو تجهيز بيئة مليئة بالألوان المبهجة التي تشجعه على المذاكرة.
نصائح إضافية للأطفال في مراحل مختلفة
بالنسبة للأطفال في مرحلة رياض الأطفال، يمكن أن تساعد فترات الراحة القصيرة في تعزيز قدرتهم على التركيز. ينصح بتخصيص خمس دقائق من الراحة بعد كل 15 دقيقة من المذاكرة، مما يساعد الطفل على الاسترخاء وتجديد نشاطه.
أما بالنسبة للأطفال في المرحلة الابتدائية، يجب أن يتم زيادة مدة المذاكرة تدريجيًا، على أن يتم تخصيص فترات راحة أيضًا. يمكن أن تكون فترة المذاكرة لكل 20 دقيقة مع خمس دقائق راحة مثالية.
كما يجب على الآباء تجنب ترك الأطفال يستخدمون الهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية لفترات طويلة، لأن هذه الأجهزة قد تشغل انتباههم وتؤدي إلى تشتت تركيزهم. من الأفضل استبدال الألعاب الإلكترونية بألعاب تنمية الذكاء والتركيز مثل البازل والمكعبات.
باتباع هذه النصائح والإرشادات، يمكن لكل أب وأم أن يساعدوا أطفالهم في تحسين تركيزهم وزيادة فاعليتهم في المذاكرة. من خلال التوازن بين الراحة، التغذية السليمة، وتوفير بيئة تعليمية مناسبة، ستتحسن قدرة الطفل على التركيز والتركيز لفترات أطول، مما يعود عليه بالفائدة في دراسته وفي حياته اليومية.